احتضن المركب الثقافي الفقيه محمد المنوني بمكناس عصر أمس الجمعة فعاليات الحفل الفني التربوي الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمكناس بتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة، احتفاء بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى السادسة والستين لعيد العرش المجيد. ويأتي هذا الحفل الفني، الذي صك له منظموه شعار "المدرسة والتربية على قيم الوطنية والمواطنة" حاملا العديد من الدلالات العميقة والمعاني الجليلة، وعلى رأسها اضطلاع المدرسة المغربية بوظائف ورسائل تربوية عديدة، من ضمنها ترسيخ قيم حب الوطن، والاعتزاز بالانتماء إليه، وصيانة ذاكرتنا التاريخية عموما، وذاكرة ملاحم العرش والشعب، باعتبارها ملاحم من أجل وجود المغرب وشعبه العريق. وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة وفاء شاكر المديرة الإقليمية لوزارة التربوية الوطنية مكناس أن سر صمود المغرب في وجه مختلف التحديات يكمن في الوحدة الاستثنائية التي تجمع بين المعطى الديني المتمثل في شعار "الله"، والمعطى التاريخي الذي يرمز إليه شعار "الوطن"، والمعطى السياسي المتجسد في الالتفاف حول العرش، والمتمثل في شعار "الملك"، وهي الركائز الثلاث التي تقوم عليها هوية المغرب وتلاحمه المستمر. وذكرت السيدة وفاء شاكر بالدور الطلائعي الذي قامت به المدرسة المغربية خلال فترة الاستعمار كمحرك أساسي للوعي الديني والوطني والسياسي، وإذكاء روح المقاومة من خلال وسائل متنوعة، تراوحت بين الخطابة الدينية والسياسية، وتوظيف البيانات ودروس التاريخ، وكذا الجماليات الأدبية من مسرح وفن تشكيلي وأناشيد وطنية، أذكت روح الحماس لدى شباب المدارس، وترددت داخل الفصول الدراسية وخارجها، مؤكدة حرص المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمكناس على التنزيل والتفعيل الأمثل للمشروع العاشر من القانون الإطار 51/17 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية، وتشجيع إحداث الأندية التربوية وتفعيل وتتبع برامجها، وإحياء المناسبات الوطنية باعتماد مختلف صيغ التعبير والإبداع، لما تقتضيه مكانة الأعياد الوطنية في تاريخ وحاضر بلادنا ومستقبلها الواعد. وقبل اختتام فعاليات هذا الحفل الفني الوطني البهيج، سلم ممثل عامل عمالة مكناس رفقة المديرة الإقليمية بوزارة التربية الوطنية الأوسمة الملكية على المنعم عليهم من متقاعدات ومتقاعدي أسرة التعليم بمكناس.