من المعروف أن الطلاق و انفصال الأباء له تأثير كبير في حياة الأطفال، حيث ينعكس على صحة و سلوك الأطفال النفسي و الاجتماعي. لكن ماذا إن أصبح الانفصال هو الحل الأمثل ؟ إن وضع حد للعلاقة في بعض الأحيان يكون هو المخرج الوحيد و السبيل الأمثل لعيش حياة أفضل. كيف هذا رغم ما يخلفه الطلاق من أضرار؟ "هنصبر على قبل ولادي" جملة تكرر النساء ترديدها رغم معاناتهم و رغبتهم في الانفصال، بحيث يشكل الأطفال عائقا بالنسبة لهم يمنعهم من ترك علاقة سامة، أو علاقة اختفت فيها المشاعر الصادقة. وما لا يفهمه بعض الآباء أن هذا الانفصال يكون أحيانا رحمة بالنسبة للأطفال، حيث يصبح المنزل فضاء مزعجا تعمه الفوضى و يسمع فيه الصراخ في كل زاوية، بدل كونه مثوى دافئ يملأه الحب و الحنان. فبعد بذل الأزواج ما في وسعهم لحل مشاكلهم و إصلاح حياتهم الزوجية و الفشل في كل مرة، يبقى الطلاق المتفق عليه الحل الوحيد. و عند تعامل الزوجين بطريقة ناضجة و صحية مع الموضوع تخف حدته وتأثيره السلبي على أطفالهم. وهكذا يكون الطلاق الصحي خير من العيش في بيئة سامة مليئة بالمشاكل. و من المهم الشرح و التفسير للأطفال بطريقة تناسب أعمارهم، و عدم تركهم في الفراغ غارقين في أفكارهم. كما أنه من الضروري عدم إساءة الأبوين لبعضهم البعض و لوم كل طرف للآخر، بل يجب عليهم تقديم حياة سوية لأطفالهم رغم افتراقهم. ويمكن الإشارة أيضا إلى أن المشاكل الزوجية المتكررة، و طريقة التعامل معها تؤثر بشكل كبير في حياة الأطفال على المدى البعيد، فتصبح هذه التجربة و نمط البيئة من حوله فكرته الوحيدة عن العائلة و عن طريقة التعامل مع المشاكل بالصراخ. و تشير العديد من الدراسات و الأبحاث أن من تبعات الخلافات الزوجية على الأطفال، عدم شعور الأطفال بالأمان، تأثير نفسي عميق على المدى البعيد، انخفاض التحصيل المعرفي، تفشيل قدرة الطفل في بناء علاقات، المشاكل السلوكية، و كذلك اضطرابات الأكل و غيرها من الآثار. كل شخص في العالم يستحق عيش حياة هادئة و سعيدة، و إن كان الطلاق هو السبيل الوحيد لهذه الحياة فلابد من الخوض فيه.