دعت مدغشقر، التي تتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب، القطاع الخاص المغربي للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها هذه الجزيرة الشاسعة، الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإفريقيا. وقد استقبل رئيس مدغشقر السيد أندري راجولينا، اليوم الثلاثاء بباريس، وفدا من الاتحاد العام لمقاولات المغرب يقوده رئيس الاتحاد السيد شكيب لعلج، وذلك على هامش الاجتماع الأول لرواد الأعمال الفرانكفونيين الذي تنظمه حركة المقاولين الفرنسيين. وخلال هذا الاستقبال، الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة وفاعلين اقتصاديين ملغاشيين وممثلي القطاع الخاص المغربي، استحضر الرئيس أندري راجولينا "التاريخ المشترك" الذي يربط البلدين، "تاريخ يعود إلى زمن نفي المغفور له محمد الخامس في أنتسيرابي". وبالمناسبة، أشاد رئيس مدغشقر بالعلاقات "القوية" و"الأخوية" التي تربط في الوقت الراهن مدغشقر والمملكة المغربية. كما أبدى رئيس مدغشقر رغبته الراسخة في قيادة بلاده نحو مزيد من التنمية الاقتصادية والازدهار، معربا عن عزمه تدارك التأخر الذي راكمته على مدى سنوات. وقال الرئيس الملغاشي "لقد قمنا بتنفيذ استراتيجية لنهضة البلاد والاستجابة لانتظارات سكان مدغشقر، ولهذا نحن بحاجة إلى الخبرة المغربية والاستثمارات" في عدة قطاعات، مبرزا "الإمكانات الاستثمارية الهائلة التي توفرها مدغشقر". من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن المملكة ومدغشقر تجمعهما علاقات صداقة وأخوة متينة، روابط نموذجية تفتح آفاقا واسعة لشراكة اقتصادية مستدامة تحقق نموا مشتركا لفائدة شعبيهما. وأكد أن اجتماع اليوم يندرج في إطار الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للدور الذي يتعين أن يضطلع به القطاع الخاص المغربي داخل قارته، كمنتج للقيمة المضافة والوظائف الدائمة، بشراكة مع الفاعلين من القطاع الخاص المحليين، وبمنطق رابح-رابح. وبعدما ذكر بأن الفاعلين الاقتصاديين المغاربة يتواجدون اليوم في أكثر من 30 دولة في القارة، حيث يعملون في البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، والصناعة، والاتصالات، والأبناك، والتأمين، والصناعات الغذائية والتكنولوجيات الحديثة، قال السيد لعلج إنه مقتنع بأن مدغشقر تقدم العديد من فرص التنمية التي ستستفيد منها المقاولات المغربية. وسجل أن الشركات المغربية تعمل بالفعل في مدغشقر في مجالات المناولة والمالية والتأمين. ووفقا للسيد لعلج، فقد أصبح من الضروري اليوم تسريع التعاون جنوب-جنوب، فضلا عن ديناميات التكامل الإقليمي، في ضوء الانتعاش الاقتصادي بعد وباء كوفيد-19، الذي أضر بالاقتصادات بشكل مباشر، أو حتى تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي تتيح الوصول إلى سوق يزيد عن 1,2 مليار مستهلك. وقال إن هذه المنطقة ستتيح مضاعفة المبادلات التجارية البينية الإفريقية، والتي لا تمثل اليوم سوى 16 في المئة من إجمالي التجارة بين دول القارة، وستكون أيضا عاملا مسرعا للتصنيع في القارة وبروز منتوجات "صنع في إفريقيا". وأكد أن "الأمر يتعلق بفرص نرغب في اغتنامها مع شركائنا في مدغشقر الذين نتقاسم معهم، ليس فقط الفرانكوفونية، ولكن أيضا العديد من القيم والتاريخ"، مجددا التأكيد على التزام الاتحاد، ولا سيما من خلال مجلس الأعمال المغرب-مدغشقر، بدعم مجتمعات الأعمال لصالح شراكة ملموسة ترقى للطموحات المشتركة. وكان الاجتماع، الذي تميز بعرض فيلم مؤسسي عن فرص الاستثمار في مدغشقر ومدينة المستقبل تانا ماسواندرو، التي يتطلب إنجازها حوالي أربعة ملايير أورو، فرصة للعديد من رؤساء المقاولات المغربية العاملة في مختلف القطاعات (البناء والطاقة والصناعة والزراعة والمناولة والمدن المستدامة والتكنولوجيا والتأمين ...)، لعرض إنجازاتهم في المغرب وعلى الصعيد الدولي، وخاصة في إفريقيا. وبالمناسبة، عبر رئيس مدغشقر عن إعجابه بالإنجازات المغربية، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية، وصناعة الأدوية وغيرها من القطاعات، داعيا القطاع الخاص المغربي والملغاشي إلى مواصلة استكشاف فرص التعاون وترجمتها إلى مشاريع. وقد اتفق الطرفان على تبادل الزيارات قريبا وتتبع إمكانات تعاون ملموس.