يكفي للقارئ اللبيب ان يضع اسم الرجل على محرك "غوغل" ليلمس معدن الشخص ثقافيا ومعرفيا، مقالاته القانونية المتنوعة تغزو المنابر الاعلامية الورقية والالكترونية،من التطرق إلى العدالة التصالحية والاعتقال الاحتياطي،مرورا بالاجهاض، وتقادم الدعوى العمومية في حالة الطوارئ،وصولا إلى الجرائم الإلكترونية، ناهيك عن العلوم والسياسة الجنائية التي يعتبر الأستاذ "يوسف قجاج" باحثا فيها. تم تنقيله مؤخرا إلى المحكمة الابتدائية بالخميسات لأسباب عائلية كما يشاع، قادما إليها من بوابة الجهة الشرقية مدينة جرسيف المنسية، والتي كان يشغل فيها منصب نائب لوكيل الملك،قاض شاب من طينة القضاة الكبار الذين لايُقدّرون بالأموال، يمتلك الشخص من الوعي والأدب والرصانة والاخلاق والاستقلالية ماجعل منه بين زملائه استثناء. تبوَّأ الاستاذ "يوسف قجاج" مكانة مرموقة في نفوس المتقاضين والعاملين، بلطف تعامله وحزمه في تطبيق القانون،بوجه بشوش متواضع يستقبل المواطنين، صارم ونزيه ومجتهد ومستقل، لاينصاع للسلطة ولا يحابي الأعيان ولا المنتخبين، يسهر على التفعيل الصارم للنصوص التشريعية،فقد كان فرحا للمظلومين ورعبا للظالمين. غادر الأستاذ "يوسف قجاج" ابتدائية بجرسيف تاركا خلفه صيتا رائعا جميلا لن يزول،يتردد صداه في أرجاء المدينة كلما تحدث العموم عن القضاء السليم المستقل، نمودج حي للقاضي الشاب المثقف،العادل المحايد، الشجاع الذي تشبع بمكارم الأخلاق،نحت بصمة جميلة بنظافة وشرف،تاركا أثرا دون ان يحدث صوتا، نائب وكيل الملك الأستاذ "يوسف قجاج" إنه القاضي الذي شرّف ولازال يشرّف القضاء والقضاة.