أصبحت البيضاء كل يوم تستقيظ على حدث أغرب من سابقه، وكل يوم تعلن وسائل التواصل الإجتماعي على ولادة بطل خارق ، إما داخل أزقة الدروب التي أصبحت مرتعاً للمهلوسين الذين يقلقون راحة الساكنة بغوغاءهم ، أو الذين يشهرون الأسلحة في وجه المارة وسلبهم هواتفهم وما يملكون ، وغالباً ما يكون هذا إعتراض السبيل مقروناً بالعنف والإعتداء المؤدي أحياناً إلى الموت .. لكن ما حدث أمس شيء تجاوز كل الحدود .. وأعلن عن ميلاد نوع من التسيب والإستهثار ..وتحدي صريح لكل قيم الأخلاقية والقالبحثنون ، ضارباً عرض الحائط كل المؤسسات الأمنية .. إنه ذاك الشاب المتهور الأرعن الذي أراد أن يحصل على "البوز" ويحقق أعلى مشاهدة في "الطوندونس" جاعلاً من نفسه التافهة سوبرمان المدينة .. مشهد غريب حدث حقائق حين وضع" السوبر مان" طاولة فوق ممر" الترامواي" وكرسي ثم جلس يحتسي قهوته ويدخن لفافته غير مبالي بقدوم الترامواي ، وغير عابئ بمصير الركاب .. هذا التصرف الأخرق ،قد يتسبب في كارثة لو لم يكن سائق الترام يقظاً .. مؤسف حقاً أن نبكي اليوم عن تلك الأيام الخوالي التي كانت تجسد هبة المخزن ..!!