القياس الخطأ في الزمن الخطأ و المكان الخطأ فلمواجهة الخطأ الدبلوماسي و الأمني والسياسي الذي ارتكبته الجارة الاسبانية تجاهنا ، دولة و شعبا، لم يجد الاستاذ الرميد الوزير و القائد الحزبي من تعبير عن احتجاجه الا الرجوع الى الماضي العتيق ليقر بان من حق المغرب ان يمد رجلا و احدة بدل رجلين كما فعل الففيه الجليل ابو حنيفة عندما عبر بابداع و طرافة عن سخريته الجميلة تجاه ملتح متمختر خاوي الدماغ والفكر و المعرفة الا من لباس و وقار مغشوش مبهر و عن فراغ مذل . ان يكون من حق المغرب مد رجله مرتاحا ومنشرحا و سعيدا بذاته كابي حنيفة لحظتها لترك فلذات كبده يفرون امام مرأى و مسمع العالم، من حضانة و طنهم و امهاتهم للارتماء في البحر و قطعه سباحة باذرع فتية لم تع بعد معنى الموج و غدره و تقلباته و تعطشة للقتل بملوحة سادية تشتهي تفجير الرئى و الحياة غرقا و اختناقا بين ثناياه ؛ وهم اطفال لا وعي لهم ايضا بمعنى "الاخر " التارخي في وجودنا و تخيلنا الفردي و الجماعي و نظرته للمتسول و المحتاج لسد الرمق او بالاحرى لسد الحاجة لبعض الحلم و الكرامة،ان يمد المغرب كما هو في مخيال الاستاذ الرميد وامثاله يمينا و يسارا او محايدا ، رجله رغم كل هذا العبث التراجدي فمعناه ان المغرب ليس بوطن له سيادة و كرامة، تاريخ و جغرافيا ، ذاكرة و معنى بل هو مجرد كائن خرافي متسلط مهمل جحود مقرف بدون قلب و لا كبد لا غيرة له و لا كبرياء ؛ لا يخجل من تحويل اطفاله الى "كراكيز" "مقاومة" و تأثير في معادلة دولية ثنائية تحتاج الى كثير من الحكمة و التبصر و القوة و تقدير النتائج على مصير و مستقبل اسمى ما ينبغي ان يجمع بيننا، حب الوطن و الثقة فيه ليكون ملاذا لاحلامنا و طموحاتنا و انكاساراتنا و ضعفنا و ترددنا ، وطن نراى فيه بجدلية قاسية كل التناقض الممكن لكن بأمل حاضر ينبثق ولو ضئيلا من كل ظلمة السواد المحيط ما دام الغد يبنى بتفاؤل الارادة لا بخطابات التيئيس و الاحتقار و الضرب و الركل بارجل الموتى ؟ العدمية الحقيقية ليست في المعارضة اليائسة فقط بل هي انعكاس ايضا لخطابات محترفي التهليل و التطبيل القادرة على تبرير ما لايبرر و اباحة ما لا يستباح و تحويل الافعال الجرمية الى مناورات ديبلوماسية و الاهمال الدولتي الى غارة بل " غزوة" بطولية لا مثيل لها. ط لا شيء يضاهي لحظة خوف لطفل يركب الموج بذراعيه و لا اهانة تماثل اهانة عسكري اجنبي يرتب على كتفي طفل من صلبك فرك منك يأسا و قهرا و كانت اولى تجاربه ان يفضل الموت و المجهول عليك. الوطن ليس شعار و عقيدة و دستور و مؤسسات و قواني …بل هو ايضا كلمات منها ما يقتل و منها ما يحيي خاصة كلمات من استأمناهم على على حياتنا و اطفالنا و احلامنا من طنجة للكويرية و من البغاز الى صحراء العزة و الكرامة؟