هو يوم من السنة خصص للاحتفاء بالنساء، وبدورهن الفعال في كل المجتعات على اختلافاتها، وهو وقفة مهمة لتقييم دور المرأة في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة، لكنه مختلف هذه السنة، لأنه عام الوباء الذي تجند فيه الجميع لتقديم المساعدة، وكم من دور لعبت المرأة في سنة عصيبة كهذه، وبخاصة المرأة المغربية. في هذا الصدد، أكد الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء و المحلل السياسي، الأستاذ عتيق السعيد، في تصريح لكاب24تيفي، أن المرأة المغربية تميزّت على مر التاريخ بأدوارها الريادية في بناء المجتمع، عبر المشاركة المستدامة في دينامية العملية التنموية، وحالياً، أظهرت عزيمة وشجاعة حقيقية وروح وطنية عالية عندما لعبت دورا محوريا في مجابهة جائحة كوفيد19، و الحفاظ على الصحة العامة في هاته الفترة العصيبة التي شهدتها بلادنا على غرار باقي دول العالم. وقال الباحث الأكاديمي: "كانت المرأة المغربية ولازالت في الصفوف الأمامية، و من أوائل ملبي النداء في مختلف المجالات و القطاعات سواء بالصحة و بالأمن و التعليم السطلة المحلية و الإعلام والصحافة ومتطوعات بالمجتمع المدني، وقد شكلن جميعهن حصنا منيعا لانتشار الوباء عبر مختلف الآليات سواء المتعلقة بالتطبيب والصحة أو الحرص على تيسير الإجراءات الوقائية و التباعد الاجتماعي أو المتعلقة بتبسيط و شرح المفاهيم الجديدة للوباء و غيرها، و بذلك تكون بذلت قصارى جهدها في ردع انتشار الوباء ببلادنا". وتابع المحلل السياسي عتيق السعيد: "جائحة فيروس كورونا فرضت تغييرا في نمط العيش اليومي و بالتالي زادت التزامات المرأة بشكل متسارع خلال الأزمة الوبائية غير المسبوقة على مستوى العالم، كما تضاعفت مسؤولياتها الأسرية لاسيما المرتبطة بتحصين البيوت و من فيها من الأسر عبر الإجراءات الاحترازية الوقائية، و أيضا من خلال مواكبة آليات التعليم عن بعد للأبناء، وغيرها من تحولات مست في جوهرها التنظيم الأسري والمجتمعي ككل، وبالتالي فإن المرأة المغربية كانت ولازالت وستبقى فاعلا وشريكا أساسيا و مستداما بشكل أكثر فاعلية في التصدي للتحديات و المتغيرات التي تعرفها الدولة، و لعل جائحة كورونا أكدت بشكل ملموس عن الأدوار الرفيعة التي لعبتها في المجتمع المغربي". وختم الأستاذ السعيد حديثه: "نضال المرأة المغربية في أزمة كورونا أكد بشكل ميداني دورها النبيل في محاربة الوباء ببلادنا و بالتالي يمكن القول أن المسؤولية الاجتماعية والمجتمعية بشكل عام والأسرية بشكل خاص اتسعت بشكل جعلها تتضاعف بالنسبة للمرأة لاسيما في ظل هذه الظروف الوبائية، إذ أن موقعها سواء بالقطاعات الحيوية أو بالأسر والمنظمات المدنية والسياسية غيرها ضمن بشكل فعال نجاح الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة انتشار الفيروس، و بالتالي لابد من تعزيز مكانة المرأة في جميع القطاعات و جعلها أكثر إنصافا في الحياة السياسية خصوصا وأن بلادنا مقبلة على انتخابات 2021، التي تعد محطة حاسمة في ترميم و معالجة العديد من الإشكالات المجتمعية، وفي ظل مطالب بإيجاد عقد سياسي جديد وميثاق جديد و نموذج تنموي جديد، وكلها رهانات ذات أهمية كبرى في مغرب ما بعد كورونا".