أكدَ البروفيسور عز الدين إبراهيمي، مديرُ مختبرِ البيوتكنولوجيا الطبية بكليةِ الطبِ والصيدلةِ بالرباط، أنهُ حان الوقت لاقتناءِ المغرب لقاحاتٍ أخرى وتنويعِ مصادرها، وذلكَ مواجهةِ للظروفِ المتقلبةِ لسوقِ الّلقاحات، مبيناً أنَّ المعطياتِ الدوليةَ تكشفُ أنَّ الحربَ ستستعر من أجلِ الوصولِ إليها، "ومؤشرات كثيرة تدلُ على ذلك وتفرضُ على المغرب أخذها بعينِ الاعتبار". وفي الوقت نفسه، أبرز إبراهيمي، في تدوينة له نشرها في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنه "مما نحمد الله عليه، ونفتخر به كثيرا أننا تمكنا من تلقيح أكثر من 10 في المئة من المواطنين المغاربة، وفي ظروف وبائية مثالية مما يجعل المغرب في مصاف الدول العشرة الأولى حسب تقارير منظمة الصحة العالمية". وتابع إبراهيمي، أنه إذا كان "من الصعب الحصول على لقاح جونسون أند جونسون لاحتكاره من طرف أمريكا وجنوب إفريقيا بعد انتهائها من التجارب، فإني أرى أنه توجد إمكانية للحصول على لقاحات أخرى". واسترسل،"أظن أننا نتوفر على نافذة لاقتناء لقاح سبوتنيك الروسي، يضيف البروفيسور المغربي، والذي أبان عن أمان وفعالية ونجاعة كبيرة من خلال التجارب السريرية المنشورة في أكثر من مقال، وكذلك من خلال الترخيص له والتلقيح به في بلدان متعددة"، مضيفا أنه "يجب علينا كذلك التسريع بالحصول على 1.4 مليون جرعة المخصصة للمغرب في إطار برنامج كوفاكس لمنظمة الصحة العالمية"، وأردف أظن أنه يجب علينا إعطاء كل التراخيص اللازمة لاستيراد هاته اللقاحات إذا أمكن وفي أقرب الآجال". وكشف إبراهيمي، أنه بالنسبة للقاحات المستعملة حاليا بالمغرب، "يظهر وكما كنا نخشاه فإن الضغط الكبير على لقاح أسترازينيكا سيهدد تزويدنا به للأسباب متعددة. أولاها ارتفاع طلب الدول الأوروبية على هذا اللقاح وضغطها على الشركة المصنعة ولاسيما بعد تراجع فرنسا وألمانيا ودول أخرى أوربية عن قراراتها بعدم استعمال أسترازينيكا للأشخاص فوق 65 سنة"، وأضاف أن هذا التراجع "ينهي الجدل والزوبعة في الفنجان الذي أحدثته كثير من دول الاتحاد الأوروبي ولأسباب في نفس بروكسيل". لقد أكدت هذه القرارات، يسترسل البروفيسور المغربي، صحة وجهة نظر الخبراء المغاربة بخصوص فعالية "أسترازينيكا" على المسنين ومكنت من تلقيح الألاف من المغاربة قبل الأوروبيين المسنين. ونبه إبراهيمي، إلى أن النجاح الذي حققه المغرب في عملية التلقيح، "وكجميع الدول مقرون بالتسريع بوتيرة التلقيح الجماعي في سباق مع الزمن ومع انتشار السلالات المتحورة"، مبينا أن هذا التسريع يبقى مشروطا بالتوفر على كميات كبيرة من هذه اللقاحات. وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على لقاح أسترازينيكا، يقابله "بلطجية" أوروبا في الحفاظ على الجرعات المصنوعة ببلدانها، أخرها عملية "القرصنة" الايطالية الخميس الفائت، مفيدا بهذا الخصوص أنه تم منع إيطاليا من تصدير ربع مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا أنتجت في الاتحاد الأوروبي، وكان من المفترض أن ترسل إلى أستراليا. أما بالنسبة للتزود بلقاح سينوفارم، يردف إبراهيمي، فقراءتي لوضعيته لم تتغير، أظن أن الصين ستلتزم باستراتيجيتها التي تعتمد على "تقطير" و "تقتير" بعض الجرعات هنا وهناك، للحفاظ على جميع التوازنات الجيوسياسية الإقليمية، قائلا "أظن أنها ستبقى وفية لسياسة ال500 ألف جرعة". وشدد إبراهيمي، على أنه "يجب أن نبقى أوفياء لمقاربتنا الاستباقية المرنة والتي تمكن من مواجهة أي مستجد حتى نصل إلى بر الأمان"، مضيفا "وفي الأخير أعود لأذكر للعهد الذي بيننا… فكما أني كلي ثقة في مدبري الشأن العمومي وبأنهم سينجحون في اقتناء أعداد كبيرة من هاته اللقاحات ورغم التسابق الجنوني الحالي…".