كعُنصر مُهدد ينتقل من مدينة أخرى، هكذا هي الفيضانات في المغرب. رغم تطورات مشاريع البنية التحتية التي تشهدها المملكة المغربية في الوقت الجاري، ما يزال هذا المشكل نقطة سوداء في سجل المغرب. تجليات ضعف البنية التحتية ظهرت في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، حيث أدى هطول أمطار غزيرة إلى حدوث فيضانات غمرت بيوت السكان القاطنين على طول شاطئ ديفيد الواقع شرق العاصمة الدارالبيضاء. وفي مدينة طنجة، أثارت فاجعة معمل طنجة سخط المواطنين الذين أصبحوا متخوفين من تكرار نفس السيناريو، حيث تعاني ساكنة منطقة اكزناية من العزلة، انقطاع الطريق ومشاكل أخرى بسبب هشاشة البنية التحتية والأمطار، و كذا عدم اتمام الاشغال وتهاون مسؤولي الجماعة في تحقيق الوعود الأمر يزداد سوءا، أما في مدينة تطوان 30 دقيقة من الأمطار المتواصلة كانت كفيلة باغراء المدينة، هنا يبقى السؤال المطروح هو : كيف لنا أن نطور بلادنا بشكل فعال و نحن نهمل الهيكل المنظم لأحد أسس التقدم المجتمعي وفقا لمكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) البنية التحتية تعتبر احد المتطلبات المسبقة الاساسية لتحقيق التنمية و الرفاء، فهي تتعدى كونها من الموجودات المادية التي تمكن من توفير خدمة معينة فحسب بل هي احدى عوامل التغيير التي يمكن أن يكون ذو طابع تحويلي عندما يرتبط بالتقدم المجتمعي والعمليات المجتمعية هي جائحة حديثة الظهور تحتم ضرورة التحرك الفوري واتخاذ إجراءات استعجالية للحد من تفشي هذا الفيروس، فنحن لا نحبذ إعادة نفس السيناريو في المدن المغربية المتبقية ليس بالوعود والخطابات بل بالتطبيق.