ها أنتم أولاء تجتهدون في تلميع صورة القتلة شنقريحة ومن والاه وتجادلون عنهم. وفي المقابل تلطخون صورة أهل الحق المحقين. وتلبِسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون. وهذه فعلة شنيعة سبقكم إليها يهود المدينة قديماً ونهاهم ربهم بقوله سبحانه (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) لكن اليهود لم يكونوا مثلَكم في استعمال لغة الصرف الصحي وعبارات الفحش الموغلة في الدناءة… وبالمناسبة فالتعابير الهابطة، والألفاظ الساقطة والكمّ الهائل من السباب والشتائم التي تجترّونها ليل نهار، لا يغيّر من حقائق الأمور شيئاً… ثم إن ذلك في متناول جميع الناس. كل الناس لو أرادوا أن يتفوّهوا بما أنتم تتفوّهون به من سوء لفعلوا… لكن الطبائع والتربية تختلف… التربية ترفع أقواماً وتخفض أقواماً… وأنتم للأسف قد نزلتم إلى القاع. بنوا إسرائيل خلطوا الحق بالباطل كرها في المسلمين الذين لا يتقاسمون معهم نفس العقيدة والدين. لكنكم أنتم تفعلون ما تفعلون مع كونكم مسلمين مثلنا… لا فرق بيننا وبينكم إلا في ما ابتليتم به من عصبية مقيتة وبغض لجيرانكم وحسد يحرق أكبادَكم. عياذاً برب الفلق. أيها الذباب ! الحق أبْلَج، والباطل لجْلَج… جنرالاتكم قتّلوكم في العشرية السوداء شرّ قتلة… وجوّعوكم وسجنوكم وعذبوكم ولا يزالون…شنقريحة شخصياً تلطختْ يداه بالدم الجزائري الزكي… وحكامكم جميعاً على العموم لا ندري أيَّ شيطان عقّدهم من أشقائهم المغاربة… لقد نهبوا ثروات الجزائر الطائلة وأنفقوها بسخاء على ربيبتهم جبهة البوليساريو لتقسيم المغرب، وتركوا الشعب الجزائري المغبون يقف طوابير من أجل لتر من الحليب أو كيلو من الدقيق. أفقر دولة نفطية في العالم، هي دولتكم حيث لا مجال لمقارنتها مع دول الخليج مثلاً، ولا حتى مع العراق الذي أنهكته الحروب. أعلم أنكم تعلمون كل هذا وزيادة، لكنكم تسترزقون بمواقفكم الخسيسة وهجماتكم الرخيصة. فتأكلون السحت وأنتم تعلمون. إنكم تراكمون الزور مع الفحش والكذب؛ وتطعنون في أعراض لا تعلمون عنها شيئاً… اجتمع فيكم من سوء العمل ما تفرق في غيركم… وبصراحة تامّة فإننا وجدنا فيكم من الشرّ ما لم نجده في اليهود. هذا وإن الشعب الجزائري الشهمَ الأبيَّ ليس معنيّاً بهذا الحديث.