عيد ليس كباقي الأعياد، يحتفل به أمازيغ شمال افريقيا كل بطريقته، البعض يطلق عليه اسم ناير أو جانفي أو العجوزة، او اخف اوسقاس، تختلف تسميته باختلاف اللهجات الأمازيغية في كل منطقة. هذا العيد يتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية، فالسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2971 السنة 2021 الميلادية. ككل سنة يحتفل الأمازيغ في البقعة الجغرافية الممتدة من المغرب غربا إلى مصر شرقا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى نهر النيجر جنوبا، بطريقة الخاصة، حيث يقوم احتفال الأمازيغ المغاربة بوضع عصي طويلة من القصب في الحقول تفاؤلاً بمحصول زراعي جيد، بينما يقطف الأطفال الزهور ويرتدون ملابس جديدة وأحيانا يحلقون رؤوسهم، كما يحضرون طبقا مميزا باليوم اسمه"تاكلا"، وتضع النساء بعضاً منه خارج القرية، في حين تفضل أسر أخرى أطباق "أوركيمن" و"إينودا" والكسكسي بالدجاج أو اللحم بسبعة أنواع من الخضر أو أكثر. أما أمازيغ الجزائر فيحتفلون كل سنة بطريقة مختلفة، وذلك بإقامة كرنفال تقليدي "ممنوع هذه السنة نظرا لتفادي انتشار فيروس كورونا اكثر" يتنكر فيه الأهالي بالأقنعة، ويتجولون في الأحياء السكنية مرددين أهازيج مصحوبة برقصات. هذه المناسبة الخاصة بالأمازيغ ، تختلف الروايات حولها، فهناك من يرى أن اختيار هذا التاريخ من يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم "السنة الفلاحية"، فيما البعض الاخر يربط يوم العيد بذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد. من جهة أخرى، تحتفل الجزائر للعام الرابع على التوالي بالعيد بشكل رسميبعد أن كانت الاحتفالات تقتصر على العائلات والقرى والمداشر فقط، حيث أقرت السلطات الجزائرية سنة 2018 بأن يكون يوم ال12 من ينايرمن كل عام، عيداً وطنياً وعطلة مدفوعة الأجر للاحتفال بعيد رأس السنة الأمازيغية. حكومات الدول الأخرى التي يتواجد فيها عدد كبير من الامازيغ، كتونس وليبيا.. لم تقرر رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وهو ما اعتبره العديد منهم "الحيف والتمييز لإرث الثقافة والهوية للأمازيغ". كانوا وما يزال الأمازيغ بدول المغرب العربي يدعون حكومات بلادهم الى تتبع خطوة الجزائر بإقرار هذه العطلة "على غرار ما هو معمول به في التقويمين الميلادي والهجري، كمبادرة رمزية للاعتراف بالهوية الثقافية الأمازيغية للشعب المغربي".