برزَ مؤخراً اسم "رودي جولياني" المحامي الشخصي والصديق "المقرب" للرئيسِ الأمريكي دونالد ترمب إلى الواجهة. سُلطت الأضواء على هذا الرجل أمس الجمعة، أكثر من أي يومٍ مضَى حينَ ظهرَ في مؤتمرٍ صِحافي وصباغة شعره، تنسابُ على جَانبيْ وجهه. "جولياني" حالياً، هو قائدُ الفريقِ القانوني للرئيسِ ترمب المنتهيةِ ولايته، في المعركة القضائية التي يخوضها لإثباتِ وقوعِ تزويرٍ في الانتخاباتِ الرئاسيةِ الأمريكية الأخيرة. فمن هوَ "رودي جولياني" الذي يوصفُ ب"وزير خارجية الظل لترمب" ؟ رودي جولياني هوَ سياسيٌ أمريكيٌ من أصلٍ إيطالي، والحاكم السابق لمدينةِ نيويورك، وأحد أبرزِ المرشحينَ للرئاسةِ الأمريكية لانتخاباتِ عام 2008 عن الحزبِ الجمهوري. حصلَ "جولياني" على شهادةٍ في القانونِ وعملٍ في هيئةِ الإدعاءِ العام الفيدرالية، ثم صارَ حاكماً لولايةِ نيويورك عن الحزبِ الجمهوري بينَ عامي 1994 و2001 ، وكانَ حاكماً للمدينةِ وقت وقوعِ أحداثِ 11 سبتمبر 2001. يعرفُ "جيولياني" بالمواقفِ الليبراليةِ اجتماعياً، مثل إقرارهِ بحقِ المرأةِ في الإجهاض، ودعمهِ لقوانينِ التحكم بامتلاكِ الأسلحةِ النارية. كما يعرفُ باعتناقهِ فكر المحافظينَ الجُدد واليمينيين الصهاينة في السياسةِ الخارجية. وما زالَ يفتخرُ بطردهِ للرئيسِ الفلسطيني ياسر عرفات من قاعةِ للمسرحِ في نيويورك. علاقة "جولياني" بترمب يعتبرُ "رودولف رودي جولياني"، واحدًا من أكثرِ حلفاءِ الرئيسِ ترمب شهرةً وإخلاصاً. FILE PHOTO: Republican presidential nominee Donald Trump walks with former New York City Mayor Rudolph Giuliani (L) through the new Trump International Hotel in Washington, DC, U.S., September 16, 2016. REUTERS/Mike Segar/File Photo – RC1C0D53C210 وقد عادَ اسمه إلى واجهةِ الأخبار، باعتبارهِ شخصيةً محوريةً في تحقيقِ المساءلةِ الذي أجراهُ مجلسُ النواب، بقيادةِ الديمقراطيينَ ضد ترمب. مؤخراً وبعدَ إعلانِ نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ الأمريكية الأخيرة، زَعم المحامي "جولياني" حدوثَ عملياتِ تزويرٍ في هذهِ الانتخابات. أمس تحديداً، كررَ الرجلُ في مؤتمرٍ صحفيٍ عقدهُ في العاصمةِ الأمريكيةواشنطن، بعدَ رفضِ عدة قضايا رفعَها فريقه في عددٍ من الولايات، الإدعاءَ أن الآلافَ من بطاقاتِ الاقتراعِ الإضافية، قد وصلت في وقتٍ مبكرٍ جدا من يوم بدءِ فرزِ الأصوات، إلى مركزٍ لفرزِ الأصواتِ في ديترويت. كما كررَ الفريقُ القانونيُ للرئيس ترامب، ادعاءَ الرئيس بأنهُ كانت هناك مشكلة في نظامِ التصويتِ المستخدم في بعضِ الولايات، التي شهدت منافسةً حاميةً، مما أدى إلى تحويلِ ملايينِ الأصواتِ منه إلى منافسهِ بايدن. يبدو إذن، أن مساعيَ تغييرِ مسارِ الهزيمةِ الواضحة لترمب في الانتخابات، ستكونُ هي أكبر التحدياتِ "العقيمة" لجولياني في الأيامِ القامة.