انعزال وإغلاق وإجراءات من جديد تتخذها العديد من دول القارة العجوز تزامنا مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وبين حظر للتجول الليلي وإغلاق للأماكن العامة وتضييق يُصاحب التجمعات، تتصاعد التوجساتُ لتدق ناقوسَ خطرِ تطبيقِ حجرٍ كامل في الدول الأوروبية. ففي فرنسا لا يزال الوضع الصحي يتقهقر يوما بعد يوم، حيث أعلنت هيئة الصحة العامة عن تسجيل 41622 إصابة جديدة بكوفيد-19، في حصيلة قياسية جديدة. وتفاعلا مع الارتفاع المقلق لأعداد الإصابات، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس فرضَ حظرٍ للتجول من الساعة التاسعة مساء لغاية السادسة صباحا في 38 منطقة فرنسية جديدة، محذرا من أن الأسابيع المقبلة ستكون قاسية، إذ ستخضع الخدمات الاستشفائية الفرنسية لضغط شديد نظرا لتزايد أعداد المصابين. وعلى غرار فرنسا سجلت ألمانيا قرابة 11300 إصابة جديدة، في عدد قياسي منذ بدء تفشي الوباء في البلاد، الأمر الذي عجَّل بخروج المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن صمتها، لتدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم قدر الإمكان. ومن جانبها أمرت السلطات الألمانية بمنع التجمعات وفَرَضَت عزلا جزئيا على منطقة في جبال الألب، كما أصبح وضع الكمامات إلزامياً في بعض شوارع برلين ومدن أخرى. وبالنسبة لأكثر دول أوروبا تضررا من الوباء، وهي المملكة المتحدة، فقد فُرضت تدابير متفاوتة على 28 مليون شخص من بينهم سكان لندن، كما ستُغلق الحانات والمطاعم أبوابها في إيرلندا الشمالية. وفي شمال إيطاليا، ستفرض لومبارديا الرئة الاقتصادية والمنطقة الأكثر تضرراً جراء الوباء في البلاد، حظر تجوّل لمدة ثلاثة أسابيع. أما في كامبانيا في جنوب البلاد فيُفرض الإجراء نفسه منذ أسبوع. وفي خطوة مماثلة أعلنت اللجنة الاستشارية البلجيكية عن إجراءات جديدة من أجل مواجهة تصاعد تفشي الوباء ستمتد لشهر كامل. وقررت السلطات الفيدرالية إغلاق المنتزهات والمساحات الداخلية لحدائق الحيوانات، كما ستقتصر الفعاليات المنظمة في الأماكن المغلقة على 40 شخصا، بينما سيكون بإمكان دور السينما والمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية استيعاب 200 شخص كحد أقصى، مع احترام بروتوكول صحي صارم. أما في إيرلندا فقد دخلت التدابير الأكثر صرامة حيّز، إذ سيُلازم كل الإيرلنديون منازلهم لستة أسابيع وستُغلق المتاجر غير الأساسية. جمهورية تشيكيا بدورها سجّلت أعلى عدد إصابات ووفيات لكل مئة ألف نسمة خلال الأسبوعين الأخيرين، وفَرَضت عزلا جزئيا حتى الثالث من نوفمبر مع قيود على التحركات واللقاءات وإغلاقٍ لكل المتاجر والخدمات غير الأساسية. هي إجراءات مماثلة في معظم دول أوروبا، تُنذر بموجة ثانية للوباء قالت منظمة الصحة العالمية إنها ستكون أكثر فتكاً، ولكنها تُرسل في الوقت ذاته إشارات باقتراب تطبيق حجر كامل سيشل اقتصاد معظم الدول، وسيرخي بظلاله على مختلف القطاعات.