تتجه تركيا وفقاً لما اوردت وكالة "بلومبرغ"، إلى إجراء اختبار شامل لنظام الدفاع الصاروخي "إس 400" الذي اشترته من روسيا. وذكرت نفس الوكالة عن مصادر مطلعة، أن الاختبار، الذي سيجري الأسبوع المقبل في موقع في مقاطعة سينوب على ساحل البحر الأسود، لن يشمل تشغيل البطاريات، بل سيقتصر على اختبار المعدات وجاهزية العناصر الأتراك. وأثارت صفقة شراء "إس 400″ التي بلغت قيمتها ملياري دولار، قلق حلفاء تركيا في ال"ناتو" (حلف شمال الأطلسي)، الذين يخشون أنها قد تساعد موسكو في جمع معلومات استخباراتية عن قدرات الحلف، وتحديداً المقاتلة الأميركية "إف -35" وقد يثير هذا الأجراء غضب الولاياتالمتحدة الأميركية التي سبقت وحذرت أنقرة من استخدام هذا النظام. وسبق وان أعلنت تركيا في يوليو السابق، أنها بدأت استلام أولى وحدات "إس 400″، التي يمكنها إسقاط طائرات على بُعد 240 كيلومتراً، واعتراض صواريخ عابرة للقارات على بعد 61 كيلومتراً. كما انه سبق وأن أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تزويد أنقرة بطائرات "إف -35" احتجاجاً على الصفقة مع روسيا، وهددت بفرض عقوبات على تركيا إذا تم تفعيل الصواريخ. واستمر جدل بين البلدين لسنوات بشأن حصول أنقرة على نظام صواريخ "باتريوت"، وهو ما امتنعت واشنطن عن تحقيقه. واقترحت الولاياتالمتحدة أخيراً تقديم صواريخ "باتريوت" كجزء من حل للأزمة، شمل تخلي تركيا عن امتلاك صواريخ "إس -400″، لكن أنقرة رفضت. ومن جهته، كان أن أقر مجلس النواب الأميركي، بغالبية الحزبين المتنافسين، قانوناً لفرض عقوبات على أنقرة، غير أن ترامب اقترح فرض عقوبات مخففة على الدولة التي تستضيف منشآت ال"ناتو" الرئيسية. فيما تمسكت أنقرة بموقفها قائلة إن التهديد بالعقوبات لن يغير رأيها بشأن "قضية دفاعية خطيرة". واتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الشهر الماضي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة شراء أنظمة دفاع جوي أوروبية الصنع، تُعرف باسم "يورو سام". ووفق ما نقلت "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين على المكالمة الهاتفية، ردّ ماكرون بأنه يتعين على تركيا توضيح أهدافها في سوريا، قبل طلب النظر في تزويدها أنظمة أوروبية الصنع. وتختلف باريسوأنقرة على ملفات عدة، من بينها سوريا وليبيا، وأخيراً الصراع في إقليم ناجورنا قره باغ، حيث تدعم تركيا حليفتها أذربيجان ضد أرمينيا. وبالمقابل، تختلف روسياوتركيا على هذه الملفات رغم صفقة "إس -400".