أعرب حزب "Vox" اليميني المتطرف عن قلقه البالغ تجاه النمو العسكري المطرد الذي تشهده بلدان شمال إفريقيا وتحديدا المغرب والجزائر، خلال السنوات الأخيرة، حيث طالب الحزب حكومة مدريد المركزية بزيادة استثماراتها في مجال الأمن الدفاعي حتى تشكل اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وشدد التنظيم السياسي عينه، من خلال تصريحات تناقلتها وسائل إعلام "إيبيرية" أمس الأحد إلى ضرورة إعداد سلطات مدريد لتقرير مقارن بين القدرات العسكرية لكل من إسبانيا والمغرب والجزائر قصد الوقوف على حجم الإنفاق العسكري لهذه البلدان. وأشار حزب Vox بناءا على تقارير دولية إلى أن تزايد الإنفاق العسكري المغربي خلال الفترة المنصرمة، جعلت المغرب تتوفر على جيش عسكري يصنف ضمن الجيوش الأكثر حداثة في القارة الإفريقية، بفضل زيادة إنفاقها العسكري بنسبة 50 في المائة على مدى السنوات العشر الأخيرة. كما أبدى التنظيم اليميني تخوفه من العلاقات المتوطدة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها أكبر قوة عسكرية بحلف شمال الأطلسي و التي تحولت إلى مورد أساسي للرباط في التزود بأحدث التقنيات الحديثة في مجال التسلح والدفاع والذي تؤثر بشكل قوي على العلاقات الوثيقة بين الرباطوواشنطن لأنها تعتبر ضرورية لنيل الدعم الدولي بخصوص أي نزاع إقليمي في المنطقة ورغم نفي السفارة الأمريكيةبالرباط بخصوص نقل قاعدتها العسكرية (قاعدة روتا ) الإسبانية صوب المغرب فاءن هذا لم يمنع من بروز تقارير إعلامية إسبانية تحدثت مؤخرا على أن هناك مفاوضات بين الرباطواشنطن لنقل قاعدتها العسكرية جنوب إسبانيا إلى قاعدة القصر الصغير البحرية بشمال المغرب. وفي سياق متصل، شدد" Vox "على أن الجمهورية الجزائرية بدورها حققت قفزة نوعية على مستوى الإنفاق العسكري، بما في ذلك الأسطول البحري الذي عملت على تطوير قدراته الرادعة. إلى ذلك، أوضح المصدر عينه أن على المملكة الإسبانية الحفاظ على ميزان تفوقها العسكري في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، من أجل ضمان سيادتها على مدينتي سبتة ومليلية، وكذلك على أرخبيل جزر الكناري. وأبرز التنظيم اليميني المتطرف أن إسبانيا يفترض أن تعمل على إعادة ترتيب أولوياتها في مايخص فيما يخص بعلاقاتها الثنائية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم الحفاظ على الالتزامات التي تعهدت بها، لاسيما ما يتعلق بصورتها وسمعتها الخارجية، من حيث أنها حليف موثوق به على الصعيد الدولي. داعية سلطات مدريد إلى الرفع من استثماراتها الدفاعية، قصد الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة. ويبدوا أن القلق المتنامي لدى الأوساط الحزبية اليمينية المتطرفة في "المملكة الإيبيرية" من ارتفاع النفقات العسكرية بكل من المغرب والجزائر، جاءت في وقت تعرف فيه دول البحر الابيض المتوسط تحولات وتطورات جيوسياسية على مستوى تنامي نفوذ تركيا بالبحر المتوسط من خلال الملف الليبي الذي تتداخل فيه عدة قوى دولية وإقليمية ومنها وصول الدب الروسي إلى المياه الدافئة من خلال البوابة السورية وصراع النفط والغاز بالمتوسط بين تركيا وإسرائيل ومصر واليونان.