وأصبحتُ "Becoming" ، عنوان كتاب لمؤلفته ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، زوجة الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدةالأمريكية، باراك أوباما، وهو بمثابة سيرة ذاتية وشخصية، انطلاقا من طفولتها بشيكاغو حيث كانت تقطن بأحيائها الفقيرة، وصولا الى البيت الأبيض، وما بعده. كما تطرقت لأمور أخرى كثيرة مثل المطابخ المتنوعة، قاعات الرقص، المشاعر المتنوعة. تجدر الإشارة الى أن الكتاب تصدر أحسن المبيعات ««Best-seller لسنة 2019. تُرجم إلى 30 لغة من بينها العربية. ميشيل لافون روبنسن أوباما، محامية، مديرة جامعية وكاتبة. تخرجت من جامعة "برينستون" وكلية الحقوق في جامعة "هارفارد". عملت في مكتب للمحاماة يدعى "سيدلي أوستن". عملت في أعمال ليس لها طابع ربحي مثل عميد مشارك لخدمات الطلاب في جامعة شيكاغو وكذلك نائب الرئيس للشؤون المجتمعية والخارجية في مركز جامعة شيكاغو الطبي. وفيما يلي بعض المقتطفات من محتوى هذا الكتاب. طفولة وأحلام وطموحات ميشيل لافون روبنسن : نشأت في منزل صغير للغاية وكان لدينا القليل من المال في حي يكاد ينهار. لكنني نشأت محاطة بالموسيقى في مدينة التناقضات، في بلد يمكنك فيه التعليم من التقدم. لم أكن أملك شيئا وكنت أملك كل شيء، حسب طريقة الحديث عن ذلك. عندما كنت طفلة، كانت طموحاتي بسيطة. أردت اقتناء كلب. وأردت منزلا بأدراج داخلية طبقتين لعائلة واحدة. ولسبب ما، أردت سيارة "ستايشن" بأربعة أبواب، بدلا من سيارة "البويك" ذات البابين التي كانت محطّ فخر أبي وسعادته. كنت أخبر الجميع بأنني سأصبح طبيبة أطفال عندما أكبر. لماذا؟ لأنني أحببت التواجد مع الأطفال، ولأنني سرعان ما فهمت أن إجابة كهذه تسر الكبار. "طبيبة! خيار ممتاز" في تلك الأيام، كنت أعقد ضفائري وأتآمر على أخي الأكبر سنا، وأنال علامات الامتياز في المدرسة دائما ومهما حصل. كنت طموحة، وإن لم أعرف تماما ما أصبو إليه. اليوم، أرى أن السؤال الذي يطرحه الكبار عادة على كلّ صغير ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ هو من الأسئلة الأكثر عبثية، إذ يفترض أن بلوغ سن الرشد يرتبط بأجل محدّد، كأنك ستصبح يوما ما شخصا مهما، وستكون تلك هي النهاية. ميشيل وباراك أوباما الإعجاب من النظرة الأولى : كان رجلا غريبا اختلط فيه كل شيء. وأول مرة سمحت فيها لنفسي أن أشعر بشيء تجاه باراك، غمرتني المشاعر وانفجرت داخلي العواطف والامتنان وحصول المعجزة. ميشيل ورغبتها في الانجاب : لقد كنت أحاول أن أحمل ولكن لم تسر الأمور على ما يرام، ثم بعدها أجرينا اختبارا واحدا للحمل، وكانت نتيجته إيجابية، الأمر الذي جعلنا ننسى كل قلق ونشعر بالفرح، ولكن بعد أسبوعين من ذلك أجهضت، ما جعلني غير مرتاحة جسديا وتحطمت بداخلي أي مشاعر تفاؤل. ربما حينها شعرت بالاستياء من السياسة والتزام باراك الشديد بعمله للمرة الأولى. أو ربما أنني شعرت بثقل العبء النسائي. على أي حال فقد كان يغادر وأنا أبقى أتحمل المسوؤلية. كان زوجي محبا ومهتما، وفعل كل ما بوسعه. قرأ جميع المؤلفات حول التلقيح الاصطناعي وناقشها معي ليلا. مع أن واجبه الحقيقي الوحيد كان الذهاب إلى عيادة الطبيب وتقديم بعض الحيوانات المنوية. السيدة الأولى والأصول الأفريقية : كنت أحس بالإطراء ومتحمسة لأني أصبحت السيدة الأولى. لكني لم أفكر لثانية واحدة أن ذلك سيكون دورا ساحرا وبسيطا، كأي شخص يتم وصفه ب «الأول" و"الأسود". منذ دخولي المتمرد إلى الحياة العامة، نظر إلى كأقوى امرأة في العالم، وهجمت باعتباري "امرأة سوداء غامضة". أردت أن أسأل أولئك الذين هاجموني أي كلمة كانت تهمهم أكثر: امرأة، أم سوداء، أو غاضبة؟ ابتسمت لدى التقاط صور مع أشخاص ينعتون زوجي بأبشع الصفات على الشاشات المحلية، لكنهم يرغبون، مع ذلك، في صور تذكارية يعرضونها على رفوفهم. سمعت عن تلك التدوينان القذرة على الأنترنت التي تشكك في كل ما يتعلق بي، إلى درجة التساؤل ما إذا كنت امرأة ام رجلا. سخر نائب في الكونغرس الامريكي من حجم مؤخرتي. جرحت وغضبت. لكن غالبا ما حاولت تلقي كل ذلك بحس الدعابة. ميشيل أوباما والحياة العامة : عندما تصبحين السيدة الأولى، تتجلى لك أمريكا إلى أقصى الحدود، حضرت حفلات لجمع التبرعات في منازل خاصة بدت أشبه بالمتاحف، فيها مغاطس صنعت من الأحجار الكريمة. زرت عائلات فقدت كل شيء في إعصار كاترينا، وكانت متأثرة وممتنة مجرد وجود براد يعمل أو فرن يشتغل. قابلت أشخاصا وجدتهم سطحيين ومنافقين، وآخرين أساتذة وزوجات جنود وغيرهم كثرا أدهشوني بصلابتهم وشجاعتهم الراسخة. وقابلت أطفالا كثرا منهم، في شتى أنحاء العالم رسموا البسمة على وجهي وملئوني أملا، وتمكنوا من تناسي لقبي عندما بدأنا نعبث معا في تراب إحدى الحدائق. ميشيل ومفاجأة هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات : بالنسبة لي، سأتساءل للأبد حول ما جعل عددا كبيرا من النساء رفض مرشحة مؤهلة والإدلاء بأصواتهن لصالح كاره المرأة. ميشيل والسياسة : أريد أن أقول بصراحة، ليس لدي رغبة في الترشح للرئاسة. لم أكن يوما من محبي السياسة. والتجربة خلال السنوات العشر الماضية لم تغير ذلك. أتمنى لكم قراءة جيدة وممتعة.