في لقاء فكري ثقافي نظمته الجمعية المغربية لصناع الأمل بالرباط ،حضره زمرة من المفكرين والأساتذة الباحثين، ركز الدكتور خالد الإدريسي خلال مداخلته على التطور القانوني الهام الذي عرفه قطاع الإعلام ببلادنا ، وتأسيس المجلس الوطني للصحافة ، الأمر الذي أعطى إنظباعا ملموسا في إستقلالية الصحافة والنشر ، وترميم بيتها الداخلي ، مع إلغاء وزارة تعنى بالإتصال كون المجلس الوطني أصبح مؤسسة دستورية لها كامل الصلاحية في الإشراف على الصحافة والصحافيين ، ويبقى للدولة حيز وهامش يتجلى في خلق مديرية تابعة لوزارة الثقافة التي يشرف عليها الدكتور الحسن عبيابة . غير أن المنشود من الرسالة الصحافية _ يقول نفس المتحدث في مداخلته _ لم يصل إلى المبتغى ، وزاغت عن المساهمة في التوعية وتنمية البلد ، ومناقشة القضايا الكبرى ومناصرة القضية الوطنية ، وتوزيع الوعي المعرفي والعلمي والثقافي ، ومحاربة الفساد وفضح المفسدين ، وتغطية الأنشطة السياسية والحكومية وتقديمها للمغاربة بأمانة كافية ، حيث طغت المعلومات الإلكترونية عبر الوسائط الإجتماعية ، وأصبحت مصدرا للصحافة المهنية ، رغم عدم جديتها مما تسبب في متابعة العديد من الجرائد الإلكترونية التي قتلت بمقالاتها الخاطئة فنانين وممثلين ومغنين ،وتتبعت مواضيع سخيفة كحمزة مون بيبي ، ولباس دنيا والمطالبة باعتقالها ، ومحاولات التأثير على القضاء ، وإكشوان ، بحثا عما يسمى بالبوز ، وزعزعت سكينة أسربنبإ وفاة عزيزهم داخل وخارج المغرب هباءا ، وأدخلت الرعب على شريحة واسعة من المغاربة بأنباء زائفة عن تهاون الأمن ، وحدوث كوارث وجرائم منقولة من دول أخرى وتنسب للمغرب للمساس بالمجهودات الأمنية الجبارة ، وهو الأمر الذي أخرج المديرية العامة للأمن الوطني قبل أربعة أشهر لتنظيم ندوة صحفية تحذر فيه من مغبة الإنزلاق مع الأخبار الزائفة ونشرها وتقديمها للمغاربة ، وخرجة مماثلة لرئيس الحكومة والداخلية الأسبوع الماضي أعلن عنها الناطق الرسمي تهم التحذير من ترويج معلومات غير رسمية حول فيروس كرونا . وفي إطار الإستهتار الذي تعرفه بعض الجرائد ، سيما تلكم المقاولات التي تدعي حمايتها من بعض كبار المقربين ، وأخرى تقتات من موائد المتخصصين في عرقلة النجاحات بدافع الغرائز والشذوذ السياسي والمالي البئيس ، حيث تخصصت في استهداف خرجات الحسن عبيابة وزير الثقافة والشبيبة والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة ،وبدأت تترصد خطاباته وتصطاد بعض التعثرات العادية في إلقاء الكلمات التي تحدث لكبار المسؤولين بل رؤساء الدول أيضا ، ولم تعر إهتماما _ بسوء نية طبعا _ لما أبداه منذ إستوزاره من مقاومة وصفت بالسرشة على عدة جبهات ، أبرزها تطهير القطاعات التي يشرف عليها من الشوائب والإختلالات ، فقد قام بإصدار تعليماته بإعادة النظر في مباراة الشبيبة والرياضة بعد أن بلغ إلى علمه ما طالها من إختلالات وتلاعبات خطيرة ، الأمر الذي لم يرق الخائضين في الماء العكر ، وإستدعاؤه للجنة التفتيش المالية لإجراء إفتحاصات معمقة للصندوق الأسود للمخيمات الصيفية ، والرعب الذي أثارته هذه العملية في قلوب المتلاعبين ، وضبطه لمسؤول سابق بديوان الوزير الطالبي العلمي إستفاد من مبالغ في صفقة لم تنجز ومطالبته له باسترجاعها عملا بربط المسؤولية بالمحاسبة ، وعدم إستقباله لمنصف بلخياط ومطالبته بإحضار تقرير يخص مؤسسة محمد السادس للإعتناء بالأبطال الرياضيين بعدما لاحظ ملك البلاد ما يعانيه اللاعب الدولي السابق التيمومي ، فضلا عن موجة إفتحاصات تهم مالية وتدبير الجامعات الرياضية ، ومحاربته القوية لكل بؤر الفساد الذي كان سائدا منذ عهود ، والتجديد المثير الذي ساهم في نجاح المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء وتشريفه وتكريمه لعدد من الوجوه ، واهتمامه البالغ بوضعية فنانين ونجوم ساهموا في إثراء الموروث الثقافي بالبلاد ، ودعم ديوانه بمسؤول عن قطاع الإتصال له من التكوين العالي والتجربة ما أهله لمسايرة القطاع وتدبير محطاته بحكمة ، كل هذه الأمور وأخرى، اكيد يعتبرها المتتبعون ليست بالأمر السهل بل لابد وأن يؤدي المشرف عنها ثمنا باهضا على أيدي الفاسدين الذين تعرت عورتهم جراء هذه التدابير الجريئة ، والتي نجح بسببها _ عبيابة _ في إثبات أنه من بين أبرز وجوه حكومة الكفاءات التي أرادها ملك البلاد لشعبه ، حيث يقول المثل _ يضيف الدكتور خالد _ لي قال العصيدة باردة يدير فيها يديه _ فمواجهة ثلات حقائب وزارية من الحجم الثقيل ، والتغلب على فهم أغوارها مسألة لن يقوى عليها عدا من حباه الله عزيمة صادقة لخدمة الوطن والشعور بضخامة أمانة الإستوزار ، أما زلات اللسان فهي عربون من يجهد نفسه في العمل المضني بدون إستراحة محارب ومع ذلك تظل أقل شأنا من نشر مقالات وأخبار تزعزع الإستقرار لا أساس لها من الصحة ولاتفيد الفكر البشري في شيئ لاستهلاكها من طرف الرأي العام ، وهو الأمر الذي قال عنه حكيم ,, كبار العقول تناقش المواضيع وصغار العقول تناقش الأشخاص ، ومع ذلك القافلة تسير ,,,