"أغراس أغراس " شعار رفعه أخنوش عندما نزل بالمظلة للمرة الثانية ، وبعد أن خان وعده بعدم العودة للسياسة منذ إلتحاقه أو إلحاقه إن صح التعبير بالحركة الشعبية ، ثم التجمع الوطني للأحرار ، وجمد عضويته بالحزب سنة 2012،بعدها عاد للإنقضاض كالنسر الكاسر وأصبح أمينا عاما على حزب عصمان شافاه الله ، وتعني هذه الكلمة السوسية " نيشان نيشان " ، ليصطدم التجمعيون الأوائل بأن " أغراس " تعني " الزيكزاك " حيث تم تهميش معظم الوجوه التي ناضلت عن جدارة واستحقاق داخل حزب التجمع الوطني للأحراربربوع المملكة ، وتم استقدام وجوه سهلة المراس مستعدة أن تقول " نعام أسيدي لولي نعمتها " بدأ أخنوش في تلميع نجوميته التجارية ووصوله لعتبة كبار أثرياء المغرب ، بعدما ورث عن والده مجموعة " أكوا " تضم مايزيد عن خمسين شركة مختلفة التخصصات ، بعدها ظفر بالنجومية السياسية عندما تم تعيينه سنة 2007 وزيرا تكنوقراطيا للفلاحة والصيد البحري ، وبعد أن حظي بولوج ملك البلاد لبيته لتناول وجبة الإفطار في رمضان ، أصبح ينعث ب" صديق الملك " ، فارتبط تألقه الإقتصادي بنجاح مروره السريع بالطريق السيار المؤدية إلى أغوار السياسة ، داخل حزب اعتبر في عهد الملك الراحل الحسن الثاني _ كما حزب البام حاليا _ بالحزب الإداري ذي المرجعية الإديولوجية الليبرالية المقرب من القصر الملكي ،وهو حزب يضم وجوها من طبقات النبلاء لغالبيتهم تأثير إقتصادي قوي . رجال حكومة الظل أثناء صعود العدالة والتنمية لزمام الأمور ، لم يجدوا من سلاح لكبح جماح الإسلاميين سوى صديق الملك أخنوش ،بعد فشل خطة حزب إلياس العماري ، فألبس رداء التجمع ، وكان يشكل رقما صعبا إبان المشاورات التي تسببت في البلوكاج الحكومي رغم أن ترتيب حزبه في الصف الرابع . لكن دوام الحال من المحال ، أتته الضربة من حيث لايحتسب بعد الإجماع على المقاطعة غير المنتظر ، وتلقى ضربات متتالية بشأن مقاطعة منتوجاته من المحروقات ، وبعده منتوجات الحليب ، ليضطر لشرب كأس الحليب الأبيض أمام أنظار الصحافة لتحدي المقاطعة ، فيؤجج غضب المقاطعين تلقى بعده ردا مزلزلا ساخرا بمطالبته بشرب " ليصانص " إن إستطاع لذلك سبيلا , فحجم عن معاكسة توجهات المقاطعة التي فتحت المخابرات الفرنسية تحقيقا بشأنها بتنسيق مع جهات مغربية ، وهو الموضوع الذي طرحته كاب 24 تيفي في صيغة سؤال للناطق الرسمي باسم الحكومة حينها " الخلفي " حول هذه القضية المسيئة للسيادة المغربية . المناضلون الحقيقيون بحزب الحمامة التي أبت أن تطير ، وتترك الإنتهازيين والوصوليين يقتاتون من موائد أخنوش ، أصبحوا أليوم وجها لوجه أمام واقع مر يحتم عليهم أمران إحداهما مر ، إما الإستسلام أو الإنتفاضة والبحث عن زعيم يقود هذه الإنتفاضة قبل زعامة الحزب . في هذا الإتجاه _ وللتذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين _ سبق للقيادي محمد أوجار قبل سنتين وبالضبط في أكتوبر2017 على هامش لقاء حزبي مع عدد من المناضلين بالجهة الشرقية ان كشف عن تذمره من الطريقة التي يسير بها أخنوش الحزب واستفراده بالقرارات ، وفي أفضل الحالات الإقتصار في مشاوراته مع كل من " أمير المدوخين " سي محمد بوسعيد ومولاهم حفيظ العلمي ورشيد الطالبي العلمي ، وأعرب حينها عن عزمه القيام بتصحيح الوضع في الوقت المناسب . ويبدو أن الوقت المناسب بالنسبة لأوجار قد حل ، وكانت إنطلاقة هذا الوقت هو إنهاء مهامه كوزير للعدل نجح بشهادة المتتبعين من داخل وخارج الوزارة والجسم القضائي في إرساء المسار التصحيحي لملفات عدة ، وتنزيل عمل النيابة العامة والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ، والتعديلات الجوهرية على بعض مواد القانون الجنائي ، وتحسر الغالبية على رحيله الملغوم وهل هو بفعل فاعل مادامت وزارة العدل ليست من الوزارات الملغاة . المبادرة الأخيرة التي هلل لها أخنوش وزبانيته المتعلقة ب100 يوم و100 مدينة التي إنطلقت من مدينة دمنات كانت مهدا لإنطلاق ردة فعل محمد أوجار بعد أن إنتقد بشكل صريح فكرة المبادرة ، وهو الأمر الذي لم يرق " الباطرون " ليبعده عن أمر الترتيب اللوجستيكي للمبادرة ويكتفي كعادته بالطالبي العلمي وبوسعيد ، غير أن أوجار العارف بخبايا الأمور منذ أمد فضل الخروج عن المبالغة في الإحترام اللازم لأخنوش ، هذا الأخير الذي صدق نفسه أنه فعلا زعيم سياسي واقتصادي ، وأنه بإمكانه الإستمرار في الإستفراد بالقرارات داخل حزب عصمان في تواجد أهل الدار الأصليين على رأسهم أوجار، وأن ماراج بقوة بعد خطاب العرش وانتقاد وزارة الفلاحة وأيضا تقرير جظو بشأن مايتناوله المغاربة من سموم ببعض المواد الفلاحية ، وأن هذه الإنتقادات ستعصف برأس أخنوش ، تبخرت ، فانتابه شعور الفراعنة وعظمة عدم الزوال والثبوت الراسخ على الكرسي ، وقصف كل من خالفه . غير أن من أهم الأخطاء الفادحة لأوجار ، والتي " زادت الشحمة ف,,, ظهر الحلوف " واستمد منها كبيرهم قوته وجبروته ، هو ماسقط عنه سهوا عندما وصف أخنوش كونه المفتاح الوحيد الذي سينفع المغاربة وسيحل مشاكلهم والأصلح لترؤس حكومة 2021، وخطأ آخر في وضعه لمسافة بينه وبين جيل بأكمله عايشه إبان المحنة والنضال عندما كان مقر الميثاق والحزب مأوى لإستقبالهم بالأحضان . فهل وصل نداء المطالبة برحيل أخنوش أثناء الزيارة الملكية بطنجة سابقا إلى زمن التنزيل الفعلي قبل الأوان ؟ وهل غزوة فندق حسان بالرباط التي أطاحت بالمنصوري لصالح مزوار، ستعيد نفسها بشكل أشد ضراوة لمواجهة صاحب 100 يوم 100 مدينة في الخسران والفشل ؟ هل سيمتطي أوجار صهوة جواده ، ويفرغ آخر موارده السياسية في حقبته العمرية الأخيرة لرد الجميل لعصمان ؟ هل سيستغل الحمامة لبعث رسائل على شكل " وصية الأحرار " للأحرار الحقيقيين المبعدين قسرا والذين سيعودون لصد الطريق أمام أصدقاء أخنوش أصحاب المال والأعمال والتأمينات بحصانة السياسة وتاويزاريت وفرها لهم " ولد تافراوت " ؟ على العموم ، فرائس أخنوش ترتعش وبطانته الفاسدة تترقب الجديد الذي سيتمخض عنه الفأل السيئ ل100 يوم 100 مدينة ، الحملة الإنتخابية الفاشلة قبل الأوان ، الخاصة بموائد الرحمان ، والتنقل بالمجان من دمنات إلى العيون حيث سيلقى حتفه وسط الأعيان وقصفات حمدي ولد الرشيد ,, وستذكرنا الأيام القليلة القادمة بعصير كاب 24 .