بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف (الذي يحتفل به في 18 مايو)، اتجه العديد من المغاربة إلى المتاحف الوطنية التي فتحت أبوابها بالمجان لهم، لكن أغلب هذا الجمهور لا يعرف شيئا عن ديناصور مغربي اسمه "سبينوصور"، عمره 112 مليون سنة. وأجزاء هذا الديناصور الأصلية وبقايا عظامه وقطعه تم جمعها في منطقة تسمى كينغين جنوب المغرب على مدى 25 سنة، وعمر هذه البقايا يعود إلى العهد الطباشيري ما بين 93 و112 مليون سنة. وقلة قليلة من المغربيين تعرف أن هذا الديناصور بيع قبل سنوات في باريس بمبلغ وصل إلى 100 ألف أورو. طابع بريدي يحمل صورة ديناصور اليوم لا أحد يتحدث عنه، بما يعني أنه غاب إلى الأبد كغيره من التحف الأثرية المغربية التي تعرضت للسرقة أو النهب، كما هو الحال لتمثال إله الخمر "باخوس"، الذي سرق من الموقع الأثري الروماني لمدينة وليلي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكذا العملة النقدية الذهبية للملك الأمازيغي جوبا، والتي يعود تاريخها إلى 40 سنة قبل الميلاد، والعديد غيرها من آثار المغرب. ويقول أبو القاسم الشبري، الباحث الأثري، في تصريح ل"العربية.نت": إن قضية الآثار والتحف المنهوبة باتت تشكل هاجسا يؤرق الفاعلين في حقل التراث المادي واللامادي، من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، والتي تطالب المغرب ببذل مجهود من أجل استرجاعها، خاصة الآثار المنهوبة في عهد الاستعمار. وأشار إلى أن عمليات السطو على كنوز المغرب التراثية لاتزال مستمرة في جنح الظلام، كاستغلال بعض المافيات المختصة حسن النية لدى سكان بعض المناطق بالجنوب المغربي، بالعمل على استبدال أبواب بيوتهم التاريخية المصنوعة من الخشب والحاملة للنقوش، بأخرى حديدية، تحت ذريعة العمل الخيري وغيرها من أساليب الاحتيال. واعتبر الباحث أن المؤسسة الوطنية للمتاحف التي تسلمت مؤخرا بشكل رسمي إدارة المتاحف من وزارة الثقافة مطالبة اليوم بالعمل على استعادة الآثار المفقودة، وتدبير أماكن تختزن الذاكرة الجماعية للمغاربة، مع إعادة تصنيفها وتوزيعها. يشار إلى أنه وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف تحتضن ثمانية متاحف مغربية من أصل 31 متحفا، معارض متميزة بهدف تمكين المواطنين من التعرف إلى الآثار الشاهدة على التاريخ العريق للمملكة، والوقوف على غنى ممتلكات المتاحف الوطنية.