بلغ عدد ضحايا فيروس إيبولا الذين لقوا حتفهم جراء الإصابة به في غينيا 100 شخصا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. واعتبرت المنظمة ظهور فيروس "إيبولا" القاتل في غرب أفريقيا أحد أبرز التحديات التي تواجهها في الفترة الأخيرة، ويُتوقع أن تستمر مكافحة الفيروس لأربعة أشهر قادمة. ما هو فيروس "إيبولا"؟ إيبولا هو مرض فيروسي يمكن أن تتضمن أعراضه الأولية الشعور بحمى مفاجئة، وضعف شديد، وآلام في العضلات، واحتقان بالحلق، وذلك وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية. وهذه هي البداية فقط، إذ أن هناك أعراض أخرى في المرحلة الثانية من الإصابة بالمرض تتضمن القيء، والإسهال، وربما تصل إلى حد التعرض لنزيف داخلي وخارجي. تنتقل العدوى للإنسان عن طريق التعامل عن قرب مع الحيوانات، ومن بينها الشمبانزي، ووطواط الفاكهة، والظبي الوحشي. كما تنتقل العدوى بين البشر عبر الاتصال المباشر من خلال الدم الملوث بالفيروس، وغيره من سوائل الجسم، أو عن طريق الاتصال الجنسي. ويمكن أن ينتقل بطريقة غير مباشرة من خلال الأشياء الملوثة بالفيروس من حولنا. وحتى جنازات ضحايا إيبولا من الممكن أن تكون مصدرًا للعدوى إذا حدث اتصال بين المشيعين وجثة المصاب. وتوضح الصورة المجهرية جزءً من فيروس إيبولا الذي يعكف العلماء على دراسته آملين في التوصل إلى علاج قد يحد من انتشاره. وتتراوح فترة حضانة الفيروس من يومين إلى ثلاثة أسابيع، وهي مرحلة يصعب خلالها تشخيص الإصابة به، ولا يزال انتشار المرض مقتصرا على إفريقيا، رغم ظهور حالة واحدة في الفلبين. التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة بالفيروس من أخطر أسباب انتقال العدوى إلى الإنسان. كما أن العاملين بمجال الرعاية الصحية هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس إذا تعاملوا مع المصابين به دون اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لتفادي العدوى. وفي بعض الحالات، يظل الفيروس نشطا في الدم والإفرازات الخاصة بالمصاب حتى بعد تعافيه، وذلك لفترة قد تصل إلى سبعة أسابيع. أين ينتشر الفيروس؟ ينتشر فيروس إيبولا بصفة أساسية في القرى النائية بوسط وغرب إفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتتضمن الدول الأكثر تضررًا بذلك المرض جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، والسودان. لكن انتشار الفيروس هذه المرة وقع خارج ذلك النطاق في غينيا، وهو أمر غير معتاد، لأن المرض لم يظهر في غينيا من قبل. وما يزيد الموقف غرابة هو أن الفيروس بدأ في الزحف من القرى إلى المناطق الحضرية، ومدن أخرى في غينيا. وبدأ تفشي المرض في مدينة نزيريكوري جنوب شرقي غينيا، وزحف بعدها إلى العاصمة كوناكري، التي يصل عدد سكانها إلى مليوني نسمة. كما تُوفي أربع أشخاص في ليبيريا المجاورة، في حين أعلنت سيراليون الاشتباه في أربع حالات إصابة بالمرض، إلا أنه لم يتم التأكد من ذلك بشكل قاطع بعد. كانت إحدى ضحايا الفيروس سيدة متزوجة من مواطن غيني وتوفيت بعد أن أصابها الفيروس أثناء تواجدها في غينيا. لا يوجد مصل أو علاج ناجح لمواجهة فيروس إيبولا حتى الآن. وقالت مؤسسة أطباء بلا حدود إن انتشار وباء إيبولا غير مسبوق، إذ أن الحالات المصابة هذه المرة في مناطق عدة في غينيا تبعد عن بعضها البعض بمئات الكيلو مترات. ما هي الإجراءات الوقائية؟ تفادي الاتصال بمرضى إيبولا وكل ما تفرزه أجسامهم هو الإجراء الوقائي الذي تُوصي به منظمة الصحة العالمية لتجنب الإصابة بالمرض. وتتضمن التوصيات أيضًا الامتناع عن لمس أي شيء يُشتبه في تلوثه بالفيروس، مثل المنشفة التي يشترك أفراد الأسرة في استخدامها. تنصح منظمة الصحة العالمية العاملين بقطاع الصحة باستخدام المعدات الوقائية. كما ينبغي أن يرتدي القائمون على علاج المرضى قفازات، وأدوات وقائية مثل الأقنعة، وأن يغسلوا أيديهم بانتظام. وتحذر منظمة الصحة العالمية من تناول اللحم غير المطهي لطرائد الصيد، وأي اتصال مباشر بالحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس مثل الوطواط، والقردة. وركزت المنظمة على وطواط الفاكهة بالتحديد، وحذرت من تناوله، حيث يُعد من الوجبات الشعبية المحببة للناس في المناطق التي تفشى فيها المرض في غينيا. ونصح وزير الصحة الليبيري بالتوقف عن ممارسة الجنس والمصافحة وتبادل القبلات. في نفس الوقت، قال مراسل بي بي سي في العاصمة الليبيرية مونروفيا إن العديد من عمال المتاجر يرتدون قفازات كإجراء وقائي. وأغلقت السنغال الحدود مع غينيا. كما ألغى المطرب السنغالي يوسو ندور حفلًا غنائيًا كان مقررا الأسبوع الماضي في كوناكاري، مؤكدًا أنها ليست فكرة جيدة أن يجمتع آلاف الناس في مكان مغلق لحضور الحفل. ما العمل إذا انتقلت العدوى؟ لا يوجد الكثير الذي يمكن القيام به في هذه الحالة، فلا يوجد في الوقت الحالي أي مصل مضاد لفيروس إيبولا، رغم إجراء اختبارات على بعض اللقاحات بالتزامن مع اختبارات لعقاقير أخرى. بعد الإصابة، يتعرض المريض للجفاف، ولابد في تلك الحالة من تناول سوائل تحتوي على الاملاح، أو حقن السوائل عن طريق الوريد. وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن انتشار العدوى هذه المرة اعتمد على أكثر خلايا الفيروس فتكًا، والتي تقتل 90 في المئة من المصابين، في حين توجد خلايا أخرى أقل فتكًا للفيروس تقتل 75 في المئة من المصابين. ورغم ذلك، لا تزال العوامل التي تؤدي إلى تعافي البعض، أوتلك التي قد تؤدي إلى إصابة أشخاص جدد، غير معروفة إلى الآن.