خلف مقعد القيادة يجلس، بجسد نحيل ووجه لا يفرق كثيرا عن سائقي التاكسي في ولاية "مينسوتا" الأمريكية، يفكر في تغيير المسار، نجوم هوليود مثل أعلى لزبائنه، فلما لا يكون واحدا منهم؛ يتقدم لاختبار "الكاميرا" في فيلم أعلنت شركة "سوني" عن انتاجه قبل عامين، ذو بشرة داكنة السمار، وأسنان لونها الاصفرار، ووجه شاحب يُعبر عن شعبه المعدم، صومالي الأصل، ظن أنها تجربة لن تفيد، فيما كان النجم "توم هانكس" يجلس في الجهة المقابلة يتابع تجارب الأداء، فوقع الاختيار عليه. يسيطر على شاشة تعرض فيلماً أمريكيا بعنوان "كابتن فيلبس"، أمام أحد عمالقة السينما الأمريكية يقف "بركات عبيدي" ليُعلن عن تألقه، محتلًا مساحة كبيرة من الفيلم الذي يقوم ببطولته النجم الأمريكي "توم هانكس"، ليطغي بحضوره الآثر على خبرة "هانكس" الطويلة، والذي لم يتردد في الاستعانة بسائق تاكسي، بات حديث الصحف كمرشح لأهم جائزة سينمائية في العالم "الأوسكار". عُرض الفيلم الشهير فى صالات السينما الأمريكية ليحظى بإعجاب الجمهور، وليتعرف النُقاد ومتابعي السينما على نجم أسود جديد لطالما حلم بأداء دور ثانوي في فيلم مغمور، غير أن القدر كان يخبأ له الفرصة مع المخرج "باول جرينجريس".. الفيلم الذي تدور أحداثه بالقرب من السواحل الصومالية يحكي عن محاولة القرصنة على سفينة شحن أمريكية راصدًا قصة واقعية حدثت بالفعل في عام 2009. "بركات عبيدي" المولود في مقديشيو في عام 1985 ترعرع في اليمن، ثم انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بصحبة أسرته وهو في سن ال14، ليستقر في ولاية "مينسوتا" ويلتحق بالجامعة ويعمل كسائق تاكسي لكسب عيشه، فيما كان حلمه الالتحاق بمدينة الأحلام "هوليود"، وقد أثبتت التجربة العملية الأولى للعالم أنه جدير وقادر بموهبته على تحقيق الحُلم. في لندن، بدأ تصوير مشاهد فيلم "كابتن فيلبس"، ورغم أن التجربة تُعد هي الأولي من نوعها في حياة الشاب "عبيدي" إلا أنه نجح في لفت انتباه المخرج وفريق عمل الفيلم، الذين تعاونوا على إبراز دوره واعطائه المزيد من المساحات، ليخرج الفيلم في صورته النهائية قبل ثلاثة أشهر، وليفاجئ "بركات" الجمهور والنقاد على حد سواء بدور "القرصان موسى" الذي أجاده بدرجة جعلته يصبح أحد القلائل الذين يُرشحون لجائزة الأوسكار في فيلمهم الأول ويزاحم "عبيدي" كلاً من "برادلي كوبر" و"مايكل فاسبندر" و"جونا هيل" و"جارلد ليتو" فى جائزة أفضل دور مساعد، وسُتعلن النتائج النهائية في 2 مارس 2014 على مسرح "كوداك" بكاليفورنيا.