قال مسؤول في جهاز مكافحة الارهاب الامريكي ان 'من المستحيل التجسس ومراقبة جميع الخطوط في الشرق الاوسط دون التواطؤ مع الحكومات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا'. وكانت تقارير استخباراتية قد افادت بأن الولاياتالمتحدةالامريكية تنصت على اكثر من مليار مكالمة في الاردن والشرق الاوسط . واضاف المسؤول الامريكي لصحيفة الرأي الكويتية ان 'عملية التجسسس تحتاج في بعض الاحيان الى فريق عمل على الارض لوضع اجهزة مراقبة في امكنة محددة لتمكننا من اخذ الداتا المطلوبة'، كاشفاً عن أن كل جهاز UHF – VHF او اي اشارة من 1 ميغاهرتس الى ما لا نهاية، تُرسل الى الفضاء او تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب 'جهاز مخابراتي مراقب' التقاطها وإرسالها الى الاقمار الاصطناعية لإعادتها الى المركز الام وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه'. ولفت الى انه 'لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف او الانترنت او الرسائل او الفاكس او الفيديو الموصول الى الانترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الالكتروني'. وأكد انه 'بعد عملية تنظيم القاعدة في 9 ايلول من العام 2000 أعطيت الاوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم الى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الدبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى اصبحتَ ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية'، موضحا انه 'لهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الالكتروني على كل رئيس دولة او مسؤول سياسي او عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الايجابية بغرض حمايتهم، او سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم'. وهذه الخريطة الشخصية تساعد أجهزة المخابرات المتخصصة لمعرفة ماذا يكره هذا الرئيس وما المشاكل العائلية التي يتعرض لها؟ هل يزور الطبيب، ولماذا؟ هل احد من افراد عائلته بحاجة للعلاج؟ هل يحتاج الى ارسال اولاده او اقربائه للتعليم في الخارج ام لايجاد فرص عمل معينة في بلد معين؟ هل لديه عشيقة سرية واحدة او اكثر؟ وماذا تفعل هذه العشيقة ومدى تأثيرها عليه؟ هل لديه معلومات مهمة في اجهزة الهاتف المحمول ام في اجهزة الحاسوب؟ هل يحب الترف ام يحب الالبسة الحديثة من ماركة معينة؟ هل يحاول تخفيف وزنه ولا ينجح في ذلك؟ كل هذه الاسئلة وغيرها تساعد على بناء ملف كامل عن كل شخص ليحللها الضابط المختص ويخرج بتوصيات وبخلاصة عن نقاط الضعف ونقاط القوة عن كل شخصية مستهدفة سلباً ام ايجاباً'. وتابع 'كل الاجهزة المتوافرة اليوم تُعتبر غير موثوقة، اي يستطيع المراقب تشغيل الجهاز والكاميرا والميكروفون حتى ولو كان مغلقاً، والمضحك في الأمر ان اكثر المسؤولين لا يحتفظون بأجهزة الهاتف الخاصة بهم بل يسلّمونها الى المرافق ويبدّلون اجهزتهم باستمرار. فيكفي ان تراقب الكترونياً حركة المرافق الشخصي او الأرقام التي يتصل بها او تتصل بهذا المسؤول باستمرار، حتى تعاد رسم الخريطة الالكترونية من جديد للشخص الهدف'. ولفت الى ان 'التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً فقد استخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب ولاقتصاده'.