عندما يبحر مستخدم الانترنت في الشبكة العنكبوتية يترك «آثاره» دون أن يشعر بأن كل ما يرسل وكل ما يتوصل به من الانترنت تتم مراقبته عن كثب وبشكل مستمر. وتتم مراقبة ملايين الإيميلات وآلاف غرف الدردشة والتجسس عليها جميعا دفعة واحدة، وذلك عن طريق «فلترات» في سيرفر الإرسال والاستلام التابعة للإيميلات، كل ما تفعله الشركات هو استخراج جميع الإيميلات التي تحتوي كلمة معينة وتقوم بفهرستها وقراءة ما تريد منها. وتستخدم شركات المعلوماتيات المزودة لخدمات البريد الإلكتروني أنظمة تشفير متقدمة تجعلها قادرة على تتبع تدفق المعلومات من كافة مستعملي البريد الشخصي حول العالم. بتحميل البرنامج وتشغيله بواسطة رقم سري، يختفي البرنامج بعدها تماما، وبعد أن يكون المستفيد قد أدخل بريده الإلكتروني الشخصي تصله ملخصات يومية بكل التطبيقات الكتابية، التي أجريت بواسطة الجهاز، ومن ضمنها المراسلات الإلكترونية بكافة أنواعها، مع أوقاتها والجهات التي أرسلت إليها، أو يتم حفظها ببساطة على الجهاز نفسه داخل ملف خاص بواضعها ومحمي من الدخول إلا بواسطته. لا يحذف هذا النظام إلا الشخص الذي قام بتحميله في البداية، حيث إن العملية لا تستغرق أكثر من 3 دقائق. ويعترف مسؤولو برامج مراقبة الإيميلات أن العملاء المستهدفين من أنظمتهم هم الشركات والمؤسسات والأفراد، ويحددون الاستخدامات الأكثر شيوعا لتلك البرامج على أنها مراقبة الأب لأبنائه المراهقين، ومراقبة المدير للموظفين، إضافة إلى جهات عليا في أجهزة الدولة تتابع مستجدات البرامج. عندما نرسل بريدا إلكترونيا، تغادر هذه الرسالة الحاسوب الشخصي لتصل إلى المزود أو «البروفايدر» وهو النظام المكلف بإرسالها. تجتاز الرسالة الإلكترونية شبكة معلوماتية عبر المرور من حاسوب إلى حاسوب آخر إلى أن يصل إلى الحاسوب المعني بتلك الرسالة، وفي كل مرحلة من هذه المراحل، يتعرض الإيميل للتجسس للتعرف على مضمونه. وتصعب المهمة أكثر لدى هذه الأنظمة بسبب إرسال ملايير الايميلات يوميا، مما يجعل الشركات تضع معايير أخرى للمراقبة. تتمثل هذه التقنيات في وضع كلمات معينة وحدها أجهزة استخبارات الدول تتوفر على لائحتها التي تختلف من دولة إلى أخرى، ويتم تتبع حروف الكلمات والتقاط طرفي الرسالة لتحديد خيوطها وظروفها. وتحرص الشركات والأبناك على استخدام برمجيات آلية مكلفة بتحليل شبكة الايميلات داخل الشركة وتخزين تلك التي تحتوي على كلمات مفاتيح تضعها إدارة الشركة للتجسس على موظفيها دون علمهم.