هذا عالم كنا نحسبه من العلماء الربانيين الذين وقعوا عن رب الآنام ليفقهوا العوام في أمور دينهم ودنياهم ، يفتي بجواز سفك دماء المتظاهرين السلميين ، ويعتبر الانقلاب شرعية والشرعية انقلابا ويزور بالقرآن الحقائق ويطلق لقب " الخوارج " على كل من خالفه الرأي . وهذا داعية حليق اللحية كان يبكينا بقصصه عن الصحابة والتابعين ، ويرشدنا إلى قول الحق المبين في السراء كما في الضراء ويحثنا عبر شاشات النايل سات وغيره على نصرة المظلوم وعدم الوقوف بجانب الطغاة والمستبدين ، انقلب على عقبيه وأفتى بما لا يجوز في الإسلام ، وأباح سفك الدماء في أول اختبار وضع أمامه ليرسب أيما رسوب . وهذا شيخ سلفي المنهج والعقيدة ، أطرب الناس بقراءته ، واعتلى المنابر شرقا وغربا داعيا إلى الله ، كان يذكرنا قبل أن يستقل بقناته بحرمة دماء المسلمين ، وحين أغلقت القنوات الإسلامية وبقيت قناته مفتوحة للعالمين ، سكت دهرا ، ثم نطق عهرا ، وحين اشتد البأس ووقعت الفأس في الرأس دس رأسه في التراب تماما كما تفعل النعامة ونسي أو تناسى أن ما أفتى به الناس بات محسوبا عليه إلى يوم القيامة . وهذا مفتي الديار يا حسرتاه ، يخون الأمين ، ويدعو للخائن ، ويبارك للقاتل ويشتم المقتول ، ويفتي جهرا وبكل أريحية بأن قتل المسلم للمسلم حلال . وهذا قارئ الحرمين يصفق للظلم في أطهر بقاع الأرض ، ويهتف باسم الطغاة في بلاد ما استحت من استقبال اللصوص من الحكام والخونة من العوام وهي التي اختارها الله قبلة للمسلمين ومنبرا ليجهر فيه بالحق لا بالباطل . وهذا المغراوي الآن ينتفض ويقيم الدنيا ولا يقعدها لأن دكتورا من الدكاترة التابعين لجمعيته نظم قصيدة ينصح فيها ذنب الصهاينة ببيت الله اله الحرام ، ويتبرأ من ناظمها ويخرب بيته بيديه . ثم تأتي أنت وهذا وذاك لتقولوا لي وللعامة كفاكم حديثا عن العلماء فإن لحومهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب. يا سادتي هؤلاء عملاء لا علماء ، ما رأيت ألأم ولا أشأم ولا أقبح ولا أغدر من علماء السلطان ، يجعلون من التقي شيطانا ، ومن النفاق إيمانا ، ومن قول الحق عصيانا ،يقتلون الضعيف ويمشون في جنازته ، ويصفقون لكل طاغية ويكبرون لمقالته ، قبلتهم من يدفع أكثرْ ، وشعارهم الدرهم والدولار أكبرْ ، شقوا الصفوفْ ،وضربوا للخزي الدفوفْ ، وأشهروا على الشريف الرصاص والسيوفْ ،وصفهم تبكي العبارات أمامهْ ،وكل واحد يجعل إبليس إمامهْ ، ولو عملوا بما علموا لما تجبر سلطانْ ، ولا تجرأ على القتل إنسانْ ، لكن باعوا أنفسهم بدراهم مشؤومهْ ، فأمست عقولهم ونفوسهم ولحومهم مسمومهْ ، وإني أنتقص من عاداتهم المعلومهْ ، لأنهم جيفات والجيف أطهر وأوفى من عالم ينفث في الأمة سمومه . لحوم العلماء العملاء يا سادة غير مسمومة ، فانتقدوهم وافضحوهم على رؤوس الخلائق حتى يتبين للكل الكاذب من الصادق وحتى يميز الله الخبيث من الطيب . ولا حول ولا قوة إلا بالله