ونحن على مشارف " الفالنتاين " سألني صاحبي : لماذا لا نحتفل نحن أيضا بعيد الحب ؟؟؟ ولماذا البعض يحرم هذا العيد ؟؟؟ نظرت إليه جيدا ، فقلت له : يا صاحبي ديننا جعل الحب شرطا من الشروط الأساسية لدخول الجنة ، وفي ذلك يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم ، وديننا جعل الحب شرطا أساسيا في صحة الإيمان واكتماله ، وفي ذلك يقول المحبوب عليه الصلاة والسلام : ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) أخرجه البخاري ، وديننا جعل الحب شرطا من شروط التقرب إلى الله وإتباع دينه ، قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران/31) ، وديننا جعل الحب شرطا للجلوس مع الله يوم الحساب ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: “إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش على منابر من نور, وجوههم من نور, ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين". قيل يا رسول الله من هم؟. قال: “هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى". رواه الطبراني . وخلاصة الأمر أن ديننا الحنيف لم يجعل للحب يوما واحدا يحتفل به فيه ثم ينسى بعد ذلك، بل جعل الحب أساسا للحياة وشرطا لاستمرارها وحلاوتها ... الحب عندنا يا صاحبي 365 يوم ... الحب عندنا نبراس ومنهاج ... ولن تجد حبا إذا لم تجُد بالحب ... وإن لم يعجبك الجواب فاعمل بحكمة الجمل حين قال للفأرة : " أحبي على قدرك أو ابني لمن تحبين بيتا على قدره " . قال وما شأن تلك القصة : قلت : القصة رواها الأولون ، وتحكي عن فأرة وقعت في غرام جمل ، أعجبت به أيما إعجاب ، ولأن العشق والهوى وما جاورهما يغيبون العقل عن اتخاذ القرارات المعقولة ، عرضت الفأرة على الجمل أن يرافقها إلى بيتها ، ومن غير ترك مهلة للتفكير أو إعطاء فرصة للتعبير ، جرت الفأرة " العاشقة " خطام الجمل فتبعها المسكين احتراما لمشاعرها وشفقة عليها ، ومرت الفأرة أمام صويحباتها بعجرفة قل نظيرها ، ولسان حالها يردد : " أنا من حققت منتهى الأمل ، أنا وحدي حبيبة الجمل " . وصل الجمل إلى جحر الفأرة ، وبأدب فريد طالبته الفأرة بالدخول ، نظر إليها جيدا ، وتأمل في جحرها عدة مرات ثم قال لها : أحبّي على قدرك ... أوابني لمن تحبين بيتا على قدره . ثم تركها وانصرف .,, واللبيب راه يفهمنا غير بالغمزة ...