قد تستغرب الأمر ولكن يمكن للمثانة عند الشخص البالغ أن تحبس ما يعادل نصف ليتر من البول، أي حوالي كوبين، قبل أن يشعر بالحاجة إلى التفريغ. ولحسن الحظ، لدى معظمنا القدرة على التحكّم بمهمّة المثانة، اذ انه عندما تصلك الإشارة، تستطيع الاختيار بين أن تريح نفسك على الفور أو أن تحبس ذلك إلى وقت لاحق. ولكن ما الذي نفعله بجسمنا عندما نحبس كل هذا البول في الداخل؟ عندما تكون مشغولاً ولا تستطيع الذهاب الى الحمام حالاً، تقوم العضلة القابضة الاسطوانية في المثانة بالانغلاق بشكل محكم مانعة البول من التسرّب إلى المجرى البولي. وإذا كنت معتادًا على حبس حاجتك للتبوّل منذ زمن، فإنك تعرّض نفسك لتأثيرات جدية طويلة الأمد، بالإضافة إلى خطر الإصابة بإلتهاب. إن الامتناع عن التبول بشكل متكرر لفترات طويلة يضعف عضلات المثانة، ما يمكن أن يسبّب احتباس البول، تلك الحالة الرهيبة من عدم القدرة على تفريغ كامل ما في المثانة، ما يعني أن تقوم بالتبول مرات أكثر. إن حبس البول لفترات طويلة قد يعرّض الجسم أيضًا إلى بكتيريا مؤذية، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية (UTI) أو التهابات المثانة. وأظهرت دراسة حديثة نتيجة حبس البول في المثانة لمدة طويلة وبشكل مستمر، حيث يمكن أن يسبب ذلك الالتهابات في المجاري البولية والإصابة باحتباس البول. ولكن الأمر الأخطر من كل ما سبق هو انفجار المثانة. ويقول الباحث المختص في الأمراض البولية جيرالد تيم من جامعة مينيسوتا: "إن عدم تفريغ المثانة بشكل كامل يمكن أن يؤدي إلى نمو الجراثيم فيها مما يتسبب في إصابتها بالالتهابات المزمنة والتي بدورها قد تؤدي للإصابة بسرطان المثانة". وهناك حالة خطرة يمكن أن تحدث نتيجة حبس البول في المثانة لمدة طويلة وهي انفجار المثانة، غير أن نسبة حدوث هذا الأمر ضعيفة جداً ونادرة بحسب ما ورد في جميع الدراسات الخاصة بالجهاز البولي. ولكن إن أصيب شخص ما بسرطان في المثانة أو خضع لعملية جراحية كبيرة، أو استبدلت مثانته بمثانة اصطناعية، فإن احتمال حدوث انفجار في مثانته يكون أكبر. ولدى انفجار المثانة ينتشر البول في البطن، وعندها يحتاج المريض لعلاج طبي عاجل لتجفيف البول من البطن، ويتم ذلك عبر العمل الجراحي.