بعض الرجال يواصلون حياتهم غير مدركين تضخم البروستاتا لديهم، وعند بعض الرجال الأمور قد تسوء، وقد تؤدي إلى تغيير حياتهم، حيث لا يتسنى لهم دائماً الذهاب إلى دورة المياه بسهولة. أيضا الاحتمال بأن تزيد الأمور سوءًا لتصل إلى مرحلة احتباس البول، وفى هذه الحالة من المهم جداً استدعاء الطبيب فورا. أعراض تضخم البروستاتا
ما هي البروستاتا، و ماهي علاقتها بمشكلات الجهاز البولي؟ البروستاتا غدة موجودة عند الرجال فقط، مكانها عند قاعدة المثانة وفى بداية مجرى البول، وظيفتها لها علاقة بالتناسل، فهي مسؤولة عن إنتاج إفرازات مهمة تدخل في تركيب السائل المنوي، ولأن مجرى البول يخترقها فيتأثر الجهاز البولي بشكل مباشر بتضخم البروستاتا.
أسباب تضخم البروستاتا لقد وجد أنه بعد سن الأربعين، غالباً ما يحدث تضخم حميد أو تضخم شيخوخي في هذه الغدة عند 25 إلى 30 % من الرجال؛ لأسباب كثيرة تتعلق بالوراثة والسن والهرمونات، وهذا التضخم يؤدي إلى زيادة طول مجرى البول، كما يضغط عليه فيعيق التبول. والتضخم عبارة عن ورم ليفي، غالباً، ينشأ في الجزء الأوسط من غدة البروستاتا يشبه إلى حد كبير تضخم اللوزتين الذي يسبب إعاقة في البلع. ومشكلة تضخم البروستاتا لها شقان: أولاً: التضخم ذاته أو عائق الحجم الذي يمنع نزول البول. ثانياً: وجود احتقان وانقباضات في البروستاتا تعيق نزول البول. أعراض تضخم البروستاتا - كثرة عدد مرات التبول، لأن المثانة لا تحتفظ بالبول بالشكل الطبيعي. - الرغبة في التبول حتى لو كانت كمية البول قليلة، وأحيانا يصل الأمر إلى سلس البول، حيث يفقد المريض البول دون تحكم. - يجد المريض صعوبة في بدء التبول، كما يجد صعوبة في استمرار تدفق تيار البول، أي يحدث تقطع في التبول، وصعوبة أيضاً في إنهاء التبول، بمعنى أنه بعد الانتهاء من التبول يظل يسقط بعض القطرات وكل هذه الأعراض نتيجة مباشرة لوجود انسداد في مجرى البول. وهذه الأعراض قد تكون مقبولة في النهار، ولكن المشكلة أثناء الليل، حيث يزعج المريض بالذهاب للتبول مرات كثيرة، فيؤثر على الاستفادة من النوم، وبالتالي على أدائه في اليوم التالي، بل يؤثر على نوعية الحياة التي يحياها.
مضاعفات إهمال العلاج نتيجة لصعوبة التبول يحدث احتباس مزمن أو حاد في البول داخل المثانة، وفى الاحتباس المزمن لا تقوم المثانة بتفريغ البول بالكامل، فتحتجز كمية من البول تتراكم بالتدريج بداخلها لتصل إلى لترات. والمريض لا يشعر بالمشكلة، لأنه يتبول، ولكنه قد يتبول 50 أو 60 سنتيمتراً مكعباً ويحتفظ ب 10 أو 15، وهذا التراكم للبول في المثانة يسبب ضغطاً على الكليتين، وقد يؤدي إلى فشل كلوي. أما الاحتباس الحاد فيحدث فجأة، حيث يجد المريض نفسه لا يستطيع التبول وتكون حالة طوارئ وآلام حادة جداً. ومن مضاعفات صعوبة التبول أيضاً النزيف البولي، وهو نزيف قد نراه بالعين المجردة ويكون بمثابة دعوة للمريض لزيارة الطبيب. وقد يكون في صورة فقد لكرات الدم الحمراء، الأمر الذي يسبب الأنيميا بمضاعفاتها، كما يكون المريض عرضة للالتهابات البولية المتكررة والميكروبات ونتيجة احتباس البول في المثانة قد تتكون حصوات في المثانة. العلاقة بين سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد هما مرضان مختلفان تماماً، وينشأن في جزأين مختلفين في غدة البروستاتا، وقد يتواجدان معاً، أي يكون المريض مصاباً بالتضخم الحميد ومعه سرطان البروستاتا. لا يمكن تجنب حدوث المرض ولكن من السهل اكتشافه وعلاجه بصورة تلغي الأعراض تماماً.
العلاج في الماضي كان العلاج الجراحي هو السائد والآن توجد بعض الأدوية تغنى عن الجراحة، ويوجد نوعان من الأدوية، أدوية تسبب انكماشاً حاداً للبروستاتا، وقد وجد أن هذه الأدوية غير فعالة بدرجة كافية. وتوجد مجموعة أخرى من الأدوية وهي الأكثر فاعلية، وهي أدوية مضادة للانقباضات العصبية وتسبب ارتخاء في العضلات إلى حد كبير، فتسهل نزول البول، وتقلل من إثارة المثانة. واستخدام هذه الأدوية أدى إلى انخفاض نسبة الجراحة إلى 50 %، أما إذا كانت الحالة في مرحلة متأخرة فننصح بالجراحة، وتوجد جراحة تقليدية وجراحة بالمنظار. بعد إزالة التضخم وجد أنه يعود مرة أخرى ل 10 أو 20 % فقط من المرضى خلال 8 سنوات، نتيجة وجود بعض الخلايا التي قد لا نراها تتسبب في إعادة الكرة. ينصح بتناول «الكارديورا» أحد الأدوية التي تبسط العضلة القابضة على عنق المثانة وتقلل الإثارة على عضلة جدار المثانة. وهو دواء جيد يستخدم بجرعتين.. كل جرعة ملليجرام واحد، يمكن أن تزيد حسب الحالة إلى 8 ملليجرامات في اليوم، يشعر معها المريض براحة وتحسن ملحوظ.
نصائح - تجنب ما يثير المرض، مثل التعرض للبرد والرطوبة؛ لأن الأعراض تزيد مع البرد حيث يزيد إفراز البول. - تجنب الكحوليات؛ لأنها تدر البول وتثير عضلة المثانة. - تنظيم العلاقة الزوجية، فلا يتعرض لإثارة جنسية لا يوجد بعدها جماع؛ لأن هذا يسبب احتقاناً في الحوض يعوق البول. - تجنب بعض الأدوية، مثل مدرات البول أو الأدوية التي تسبب انبساطاً في العضلات. - وأخيرا ممارسة الرياضة تقوي العضلات وتقلل الاحتقان.