في نهاية العام 2012، أطلقت ماركة “فيكتوريا سيكريت (Victoria's Secret)” المتخصصة في ملابس النوم والملابس الداخلية النسائية - في عرضها السنوي موضة “Thigh gap” من خلال مجموعة من عارضات الأزياء شديدات النحافة، بحيث تلتصق الركبتان وتظهر فجوة كبيرة لديهن بين الفخذين. هذه الموضة أدت إلى اندفاع المراهقات والسيدات إلى هوس اتباع أنظمة حمية قاسية للوصول إلى أجسام شديدة النحافة، والانقطاع عن تناول الطعام وبذل مجهود بدني عنيف يومياً للوصول إلى هذا الشكل. وعلى الرغم من الانتقادات العنيفة التي واجهتها هذه الموضة، فإن شعبيتها بين الفتيات انتشرت بصورة كبيرة عبر الشبكات الاجتماعية. البريطانية كريستي بونيك (22 عاماً)، كرهت جسدها الذي اعتبرته بديناً، وقررت الوصول إلى هذه الدرجة من النحافة الشديدة، حتى أصبحت تستهلك 500 سعرةً حراريةً يومياً، وفقدت نحو 25 كيلوغراماً من وزنها الأصلي الذي كان يبلغ 63 كيلوغراماً.
ساءت حالة بونيك من هاجس النحافة الشديدة، وظلت تقارن نفسها بصور نجمة الراب ميلي مماكينتوش على انستغرام.
Game face on @russellsbc @skc_london ???????????? A photo posted by Millie Mackintosh (@milliemackintoshofficial) on Jan 27, 2016 at 4:15am PST
تقول بونيك لصحيفة a href="http://www.dailymail.co.uk/health/article-3418840/Graduate-obsessed-getting-thigh-gap-exercised-three-hours-day-shrank-6st-forced-recovery-skeletal-frame-mother-cry.html" target=""_hplink""Daily Mail البريطانية، “في 2013 ظللت أتصفح صور النحيفات على انستغرام ساعات طويلة يومياً، وكرهت جسدي، وساقاي البدينتين، حتى أصبحت على استعداد لفعل أي شيء للوصول إلى ذلك الحجم النحيف”. بونيك التي تدرس علوم الأحياء، بدأت تتبع الحمية القاسية في 2014 حتى انخفض وزنها إلى 57 كيلوغراماً، الجميع من حولها أعجب بنجاحها للوصول إلى هذا الحجم، لكنها لم تكن راضيةً عن نفسها، فهي لم تصل إلى شكل الفجوة المطلوبة، فقررت الذهاب إلى الجيم يومياً بدلاً من مرتين أسبوعياً. بونيك وصلت إلى حالة الخوف من تناول الطعام، حتى بدأت تتناول أقل من 500 سعرة حرارية، كما ظلت تكذب على المحيطين بها بشأن ما تأكل لانخفاض كميات الطعام الذي تتناوله يومياً بدرجة مخيفة، حتى باتت تقوم بتجويع نفسها لشهور، وتلتقط الصور وتنشرها على الانترنت وتقارن بينها وبين الأخريات. معاناة الشابة البريطانية لم تقف عند هذا الحد، بل تغيرت عاداتها فلم تعد تنام سوى 3 ساعات يومياً، وفقدت تركيزها في الدراسة الجامعية، إلى أن أصبح وزنها 38 كيلوغراماً. كارين (والدة بونيك) بدت قلقة على صحة ابنتها وظنت أن ابنتها مصابة بداء السكري، فاصطحبتها إلى العيادة الصحية بالجامعة، حيث شخص الأطباء حالتها ب anorexia athletica (فقدان الشهية المرضي)، في البداية لم تشعر بونيك بالقلق من الأمر، لكنها خشيت تحذيرات الطبيب من المرض المفاجئ وتلقي العلاج بغرفة العناية المركزة، إلا أنها بمساعدة والديها بدأت تتناول المعدل الطبيعي للسعرات الحرارية 2500 يومياً
زاد وزنها عدة كيلوغرامات لكن المعركة لم تنته؛ ذلك لأن جسدها الذي كان يستقبل 500 سعر حراري أصبح يستهلك 5 أضعاف يومياً، وهو ما سبب لها كثيراً من الألم.
تعافت بونيك تدريجياً من مرض فقدان الشهية المرضي، حتى بلغ وزنها نحو57 كيلوغراماً في أبريل/نيسان 2015، وتأكدت أن تكوينها الجسدي ليس مخلوقاً ليكون بهذا الشكل النحيف جداً، وقالت “لقد كان هدفاً غير واقعي على الإطلاق، وتعلمت الآن كيف أحب جسدي على ما هو عليه”.