في عام 2006، اشترت شركة جوجل موقع مشاركة مقاطع الفيديو "يوتيوب" بمبلغ 1.6 مليار دولار أميركي. على الرغم من مرور 12 عامًا تقريبًا، ما زالت تعتبر واحدة من أهم حالات الاندماج والاستحواذ في عالم التكنولوجيا. بدأ موقع يوتيوب العمل في عام 2005، ولكن سرعان ما ازدادت شعبيته، ونتيجة لذلك، زادت قيمته في السوق، وتزامن ذلك مع الوقت الذي أطلقت فيه جوجل خدمة Google Videos. لكن هل تعلم بأن السبب الذي دفع جوجل لشراء يوتيوب هو دُميّة بنفسجيّة صغيرة؟ دُمية بنفسجية كانت السبب في دفع جوجل لشراء يوتيوب قبل 10 سنوات! في البداية كانت سوزان وجسيكي، الرئيس الحالي لموقع يوتيوب، قد أجّرت مرآبها في منتو بارك، كاليفورنيا، لمؤسسي جوجل -لاري بيج وسيرجي برين- عندما بدأت الشركة في عام 1998. وفي عام 2006، عند شراء يوتيوب، كانت وجسيكي مديرة التسويق في جوجل وكانت مشاركتها أساسية في إقناع المؤسسين ومساهمي الشركة بشراء موقع الفيديو. أطلقت شركة كاندو Google Video في عام 2005، وكان أول مقطع لدمية من اللون الأرجواني تغني كلمات لا معنى لها، وفقاً لما قالته وجسيكي في كتاب Measure what matters للكاتب الأميركي جون دوير. في ذلك الوقت، لم يكن كل من وجسيكي وبرين متأكدين تماماً إذا كان سينجح حتى صاح أطفالها الذين كانوا جالسين "أعيدوه!".. وهنا كانت البداية. تقول المديرة التنفيذية ليوتيوب "لقد رأينا فرصة مستقبلية، وهي طريقة جديدة لإنشاء مقاطع فيديو للتوزيع العالمي". ما تشير إليه وجسيكي هو شكل النظام الأساسي الذي يمكن للمستخدمين من خلاله إنشاء محتوى ومشاهدة مقاطع الفيديو التي يصنعها المستخدمون الآخرون. واجهت منصة Google Videos صعوبة في تحميل مقاطع الفيديو، فقد كان الموقع بطيئاً جداً، وهنا أخذ يوتيوب زمام المبادرة. وأضافت "عندما حللنا المشكلة، فقدنا قدراً كبيراً من القيمة السوقية، واحتجنا إلى رأس مال عاجل". في ذلك الوقت رأت وجسيكي فرصة في دمج المنصتين. وتابعت "لقد عملت في العديد من جداول البيانات لتبرير دفع مبلغ 1.6 مليار دولار أميركي وأثبتُ لهم أن جوجل يمكنها استرجاع هذه الأموال". في النهاية وافق مدير جوجل على شراء يوتيوب بالرغم من العديد من الأسئلة والشكوك حول جذب المستخدمين. بعد مرور 12 عاماً تقريباً، وصل عدد مستخدمي يوتيوب إلى مليار مستخدم يومياً، وفي 2018، قدر موغان ستانلي قيمة المنصة بمبلغ 160 مليار دولار، أي ما يعادل 100 ضعف الثمن المدفوع مقابل الاستحواذ.