قناة الجزيرة أمريكا التي أسالت الكثير من الحبر في الفترة الأخيرة سوف تتوقف عن البث بعد أقل من 90 يوما وتنهي مشوار تجربة استمرت لفترة قصيرة. وأعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية التي تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لها في بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه توقفها عن العمل نهاية شهر أبريل / نيسان المقبل. واعتبر المصدر أن القرار يأتي في إطار خطة توسيع نطاق خدماتها الرقمية الحالية بتعزيز وجودها في الولاياتالمتحدة، وإطلاق منصات رقمية جديدة تواكب التطور. المتسارع في اهتمامات متتبعي الأخبار عبر الوسائط الرقمية وأجهزة الهاتف الذكية والحواسيب اللوحية. ويسمح هذا التوسع الرقمي الجديد للمتلقي بالوصول للمحتوى الإخباري والبرامجي المتميز الذي تقدمه الجزيرة حيثما أرادوا ومتى أرادوا. وبحسب شبكة الجزيرة فإن “المشروع الجديد يعزز مكانة الشبكة والنجاحات التي حققتها منصاتها الرقمية الحالية، مثل الجزيرة بلس (AJ+)، التي استقطبت في وقت قياسي أكثر من ملياري مشاهدة للمقاطع المصورة التي تقدمها على الإنترنت منذ إطلاقها في أيلول/ سبتمبر 2014. واعتبرت الجزيرة أن التزام الشبكة وسعيها لمواكبة التطور الرقمي المتسارع في مجال صناعة الإعلام يتسق مع رسالتها المتمثلة في إيصال المعلومة والخبر للمتلقي، وإتاحة فرصة المشاركة والتفاعل مع ما تقدمه أيا كان وحيثما وجد. وبتوسيع نطاق خدماتها الرقمية الحالية فإنها ستشمل الولاياتالمتحدة وستتعزز قدرة الشبكة على الابتكار والمنافسة في عالم الإعلام الرقمي، وستتمكن من إنتاج محتوى متجدد على مدار الساعة. وبحسب المصدر الذي لم يتحدث عن تفاصيل وحيثيات القرار اعتبر أن الشبكة تنوي قريبا تقديم المزيد من التفاصيل عن مشروعاتها المرتقبة، والمنصات الرقمية متعددة الخدمات التي تنوي إطلاقها في الولاياتالمتحدة. وأعلن آل أنستي، المدير التنفيذي للجزيرة أميركا، في تصريح صحافي، أن القناة ستوقف بثها في 30 أبريل/ نيسان 2016. وأضاف قائلا: “بينما تمكنت الجزيرة أميركا من بناء قاعدة مشاهدين أوفياء في أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، وباتت تعتبر بشكل متزايد صوتًا جديدًا هاما في الإعلام التلفزيوني فإن الوضع الاقتصادي في سوق الإعلام الأميركية دفع الشبكة لاتخاذ هذا القرار الاستراتيجي بتوقيف عملياتها وإنهاء خدماتها”. وقال “إن الجزيرة أميركا ملتزمة بإنهاء هذه العملية بشكل ينسجم واحترامها للزملاء”. وأضاف أنستي:” نثمن المهنية العالية والمستوى المتميز الذي قدمته الجزيرة أميركا، ونال التقدير والإشادة في كل المحافل، حيث نالت القناة جوائز كبرى في المجال التلفزيوني والإعلام الرقمي بأميركا بما فيها جوائز بيبودي، وإيمي، وجائزة ألفريد دي بون من جامعة كولومبيا”. وقال آنستي :”لقد عملت مع زملاء موهوبين ذوي خبرة ومهارة عالية تأمل كل مؤسسة إعلامية أن يعملوا فيها. ومنذ انطلاقتها في عام 2013، تلقت القناة الإشادة والاعتراف بتميز ما تقدمه للمشاهد، ونالت جوائز مرموقة في أميركا، وأنوه بالتقاني والجهد منقطعي النظير اللذين بذلهما فريقنا خلال عامين ونصف، والمحتوى الصحفي الذي ميزنا عن الآخرين، وينبغي أن يكون مدعاة لفخرنا جميعًا”. وكتبت الإعلامية ديمة الخطيب مديرة مشروع الجزيرة بلس تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي أن المشروع سوف يواصل عمله من أمريكا بالرغم من إيقاف بث القناة. وبدأت قناة “الجزيرة أمريكا” عام 2013 بعد شراء شبكة الجزيرة القطرية لقناةCurrent TV” ” من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور بمبلغ 500 مليون دولار بحسب مصادر إعلامية. وكانت تصل إلى 60 مليون مشترك من أصل 100 مليون بيت مزود بتلفزيون عبر الكابل أو لاقط الأقمار الاصطناعية، وقد تعاقدت الشبكة مع مئات الصحافيين من أجل منافسة شبكات إخبارية كالسي أن أن وفوكس وركزت الشبكة في برامجها على الصحافة الاستقصائية الإقليميَّة والأخرى المحلية على حد قول المدير التنفيذي للعمليات الدولية بشبكة الجزيرة في تصريح سابق.