قبل يومين بعث خواكيم غوسمان، الشهير ببارون المخدرات وبلقب “ال شابو”، الفار منذ 5 أشهر من سجنه المكسيكي، رسالة بريد إلكتروني مشفرة، تضمنت تهديدا للخليفة “الداعشي” أبو بكر البغدادي، بعبارة “رجالي سيدمرونكم”، وقامت بتسريبها مدونة مرتبطة بغوسمان، المتزعم منظمة Sinaloa الموصوفة بأخطر وأكبر شبكة مخدرات في العالم. التهديد نقله عن المدونة موقع Cartelblog المختص في الولاياتالمتحدة بأخبار شبكات المخدرات، بعد فك رموز الرسالة وتشفيراتها، ومنه وصل صداه إلى وسائل إعلام متنوعة، بينها موقع صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية. وليس معروفا العنوان الذي بث الرسالة التي اتضح منها أن “إل شابو” ليس غاضبا من “داعش” لأنه إرهابي أو دموي ذابح وقاطع للرؤوس وما شابه، بل لأنه صادر شحنة مخدرات تابعة لمنظمة “سينالوّا” في مكان ما بالشرق الأوسط، وقام بتدميرها أو المتاجرة بها لحسابه على ما يبدو، لذلك هدد “إل شابو” خليفة التنظيم ورجاله بما قل ودل: “أنتم لستم جنودا. لستم شيئا، ولا أحد سينقذكم من الإرهاب الحقيقي الذي سيلحقه بكم رجالي إذا استمريتم بعرقلة عملياتي”، كما قال. وتابع غوسمان، الذي فرّ من سجنه عبر نفق حفروه له ممتدا في يوليوز الماضي 1500 متر من أسفل زنزانته إلى الخارج، ثم اختفى له كل أثر، وقال في التهديد: “رجالي سيدمرونكم. العالم ليس لكم لتفرضوا إرادتكم، وأنا أشفق على من يحاول التدخل بأعمال Sinaloa. سأنتزع قلوبهم وألسنتهم”، وفق ما نقلت المدونة من تهديده الذي أنهاه بشرح منه: “طالما أن المخدرات ليست من العقيدة التنظيمية للدولة الإسلامية، فإن رجالها قاموا بتدمير شحنات (مخدرات) تابعة للمنظمة”، في إشارة إلى أن “داعش” هو المعتدي، لذلك توعد بتدميره. المعروف عن El Chapo أو “القصير” لطوله البالغ 168 سنتيمترا، أن مجلة “فوربس” الأميركية وصفته في 2009 بواحد من الأكثر قوة وتأثيرا بالعالم، وهو مكسيكي عمره 61 وثروته ملياري دولار. أما نشاطه المخابراتي فشامل العالم كله تقريبا، ولديه خلايا توزيع في معظم مدن وولايات أميركا. غوسمان، الأب لعشرة أبناء من 4 زوجات، وإحداهن ملكة جمال سابقة، ذاق طعم السجن مرتين، اعتقل في 1993 بغواتيمالا وسلم للمكسيك التي أدانته بالسجن 20 سنة، لكنه فرّ في 2001 مختبئا بعربة نقل ثياب الغسيل. بعدها في 2014 اعتقلوه ثانية وأنزلوه “ضيفا” في سجن من الأشد حراسة، فرد بعد 17 شهرا بما لم يسبقه إليه أحد: فرّ عبر نفق مذهل حفره له رجاله، ومن وقتها اختفى تماما، إلى أن ظهر أثره الأربعاء الماضي، مهددا بإرهاب “الدواعش” وخليفتهم أبو بكر البغدادي.