كشفت إحدى الإيزيديات الناجيات من قبضة "داعش" عن معاناتها طوال 3 أشهر وما عاشته من اضطهاد في أسواق النخاسة ومن عبودية جنسية يشابه ما عاشته البشرية في عصورها المظلمة. واستعادت جنان، الفتاة الإيزيدية ذات ال18 ربيعاً، بمرارة ورعب 90 يوميا قضتها مع الوحوش البشرية الداعشية، وذلك بعد أن تمكّنت من الهرب، وقد أوصلتها المنظمات الإنسانية إلى باريس، هي وزوجها. وروت جنان لوكالة "فرانس برس" كيف تسللت في ليلة مظلمة من بيت شرطي سابق اشتراها بثمن بخس بعد أن ظلت معروضة لفترة رفقة إيزيديات أخريات في صالة لبيع المختطفات. وخلال فترة العرض هذه، مورست عليها ورفيقاتها في المعاناة صنوف مختلفة من التعذيب والإهانة. وقالت جنان إن المختطفات اللواتي كن يرفضن الانصياع لأوامر من اشتراهن كن يتعرضن للضرب، مضيفة "كان يتم تقييدنا وإجبارنا على البقاء في الشمس، وشرب مياه ملوثة تسبح فيها فئران نافقة". كما كان يتم تهديد الفتيات بالتعذيب بالكهرباء. ب150 دولاراً وبين الذين كانوا يتجولون في الصالة الكبيرة التي حشرت فيها الأيزيديات لعرضهن للبيع، رجال عراقيون وسوريون ومقاتلون من جنسيات غربية لم تتعرف عليها جنان. وكانت المساومة تتم على 150 دولارا للفتاة الواحدة، كما كان بإمكان "المشتري" الدفع أيضا بالدينار العراقي. وفي حال لم يكن الراغب في الحصول على فتاة قادرا على الدفع نقدا، فبإمكانه أن يدفع ثمنها بقطعة سلاح مثلا. وقبل أن تتم عملية البيع، كان يُسمح لمن يرغبون في شراء فتاة بمداعبة وتفحص جسدها، حسب رواية جنان التي أضافت أن "أحد من جاؤوا لشرائي قال إنه يريد إيزيدية ذات عينين زرقاوين وبيضاء السحنة. إنهن الأفضل، كان يقول". وبيّنت جنان واقعا متناقضا عما يروج له عناصر "داعش" من التزامهم بتعاليم الدين الإسلامي، قائلةً: "هؤلاء الرجال ليسوا بشرا. لا يفكرون سوى بالقتل، ويتعاطون المخدرات بشكل دائم. يريدون الانتقام من الجميع".