استقبل رئيس جمهورية التشيك ، ميلوس زيمان،أمس الخميس بالقصر الرئاسي ببراغ ، وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ، بحضور سفيرة المملكة المغربية ببراغ سريا العثماني. وتناولت المباحثات خلال هذا اللاستقبال سبل تقوية العلاقات الثنائية في أفق تطويرها الى شراكة استراتيجية شاملة بين المغرب وجمهورية التشيك، فضلا على قضايا الإرهاب والتطرف والهجرة والوضع بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا . ووجه رئيس جمهورية التشيك بهذه المناسبة دعوة إلى الملك لزيارة بلاده، مشددا على ان هذه الزيارة ستعطي نفسا جديد للعلاقات بين البلدين بحكم الدور الذي يلعبه الملك بالمنطقة والجهود التي يبذلها من أجل إرساء قيم السلم والتسامح في العالم. وفي هذا السياق أشاد الرئيس التشيكي بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب بالمنطقة المغاربية وبالقارة الإفريقية وفق رؤية الملك الرامية إلى اشاعة قيم الاعتدال والوسطية التي يدعو إليها الاسلام . كما نوه رئيس الدولة التشيكية بمكانة المغرب في إفريقيا من حيث المشاريع التنموية والشراكة جنوب جنوب التي ينهجها في علاقاته مع القارة السمراء، والهادفة إلى تحقيق التنمية البشرية من خلال تشجيع المشاريع المدرة للدخل والأمن الغذائي والعناية بأوضاع المرأة والشباب والفئات الفقيرة بإفريقيا . وفي السياق ذاته، عبر الرئيس التشكي عن دعمه للوحدة الترابية للمملكة ،مشددا على ان هذا النزاع المفتعل ينبغي ان ينتهي في اتجاه دعم الحقوق الشرعية للمغرب على صحرائه . من جهة أخرى، طالب الرئيس التشيكي بشراكة ثلاثية بين المغرب والتشيك ودول إفريقيا في ما يخص إنجاز هذه الرؤية الطموحة ، وذلك من خلال استكشاف مجالات اخرى للتعاون الثنائي بين البلدين في المجال الاقتصادي، خاصة قطاع الصناعات والطاقات المتجددة والبيئة والنقل في أفق بناء شراكات فاعلة بين البلدين تهم جميع المجالات. من جهته، رحب مزوار بدعوة الرئيس التشيكي الموجهة إلى الملك لزيارة جمهورية التشيك ، معتبرا انها تعكس المستوى المتميز التي تعيشه العلاقات الثنائية بين البلدين ورؤية قائدي البلدين المنسجمة في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، مبديا في الاطار ذاته ، اعتزازه بهذا الاهتمام الذي توليه جمهورية التشيك للمغرب كبلد ينعم بالاستقرار ويعيش دينامية متجددة تنظر الى المستقبل في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، منوها في الوقت ذاته بوصف رئيس التشيك المغرب بواحة الاستقرار بشمال افريقيا. واعتبر وزير الشؤون الخارجية ،ان هناك آفاقا واعدة للشراكة بين البلدين يعززها انسجام رؤاهما وتقاسمها القيم ذاتها في ما يخص الدفاع عن الحداثة والديمقراطية ونبذ التطرف بكافة أشكاله ، فضلا على المستوى المتميز للحوار السياسي بينهما في عدد من القضايا الدولية والإقليمية. وبالمناسبة أشاد الرئيس التشيكي ، بالدور الذي لعبه المغرب في الوصول الى اتفاق سياسي بين الفرقاء الليبيين بالصخيرات، وسعيه المستمر الى إقرار السلم بالمنطقة.