مرة أخرى يستطيع مواطن عادي أن يتسلل إلى القصر الملكي بالدار البيضاء في غفلة من الحراس ليعيد ملف الأخطار المحدقة بالسلامة الجسدية للملك إلى الواجهة، بما فيه من ثغرات أمنية ومتربصين وغضبات ملكية ونتائج متناقضة تتراوح بين «الگريمة» أو السجن لم يسبق أن اقترب أحد المتسللين إلى إقامة الملك محمد السادس لدرجة لم تعد تفصله عن عاهل البلاد إلا خطوات قليلة، مثل ما جرى في الحادثة الشهيرة داخل مسجد المدينة القديمة بالدارالبيضاء في هذه السنة. كل شيء جرى في رمشة عين، وبسرعة شديدة تجاوز أحد المصلين الصفوف القليلة التي كانت أمامه، وبنفس السرعة التقطته الأيادي الأمنية، ولم يكن يفصله عن الملك سوى بضعة أمتار قليلة، ولذلك استحق صاحبنا لقب أشهر المتسللين، وأكبر مخترقي الجدار الأمني الملكي المحكم البناء. جني مثلث بيرمودا كل الذين جربوا الوصول إلى الملك في المسجد أو في الشارع فشلوا، وكل الذين فشلوا كانوا قد غامروا، وكل الذين غامروا احتسبوا وأعادوا الحساب ألف مرة قبل أن يقدموا على تنزيل الفكرة. الوصول إلى الملك في نشاط رسمي لتقديم طلب أو رجاء دائما يكون محفوفا بالمخاطر، ولذلك ابتكرت شبكة «السمايرية»، وبعد «السمايرية»، أو حتى قبلهم، جرب بعضهم اختراق أسوار القصور. استطاع مواطن أن يتسلل إلى القصر الملكي بالدار البيضاء، ويصل إلى غاية مسبحه الفسيح في غفلة من حراسه، والمثير ليس هو التسلل، لأن هناك قصصا متواترة للذين تسللوا إلى القصور أو حاولوا لقاء الملك، بل هو أن هذا الشخص برر دخوله للقصر الملكي بكون مثلث «بيرمودا» هو الذي رماه من عمق المحيط الأطلسي إلى داخل القصر، وأنه مسكون بجني لا يمكن أن يعالجه منه إلا ملاقاة الملك محمد السادس شخصيا.