أبدت دول الخليج قلقها من تزايد النفوذ الإيراني في اليمن كما انتقدته واشنطن، وأعرب مجلس الأمن عن قلقه من تردي الأوضاع محذراً من فرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة. فصعود المتمردين الحوثيين الخاطف، وتقدمهم في اليمن، ثم استيلاؤهم على السلطة، ما كان ليتم بحسب مراقبين دون تواطؤ داخلي ودور خارجي، ثقله وعمادُه الرئيسي هو إيران. فرغبة في وضع قواعد جديدة للسياسة في الشرق الأوسط، ومساومة القوى العظمى بشأن ملفات عدة، مكنها من أن تضع قدمها على باب المندب، وتغرس راياتها خفية في تراب اليمن، وتدق الأبواب الخلفية لدول الخليج ومصر، كما أنها تجد موطئ قدم على البحر الأحمر. هكذا يرى محللون المشهد اليمني الحالي، بالصعود السريع الذي حققه المتمردون الحوثيون، نتيجة ظروف داخلية ودعم إيراني لا محدود حصلوا عليه. التغلغل الإيراني في اليمن، عبر الحوثيين بدأ في 2004، حين بدأ المتمردون نزاعاً مسلحاً مع الحكومة. واتهمت صنعاءطهران بإرسال سفن محملة بالأسلحة إلى الحوثيين وتم ضبط عدد منها في 2009، وسبق ذلك، طوال سنوات، دعوات حكومية متكررة لطهران بالكف عن التدخل في الشأن اليمني. وفي 2012 عاودت صنعاء اتهاماتها لطهران بإرسال سفن أسلحة وبالتدخل في الشأن اليمني، مشيرة إلى اعتقال خلايا تجسس إيرانية، وسط أنباء عن نشر غواصات وقطع بحرية إيرانية قبالة سواحل اليمن بدعوى مكافحة القرصنة. وفي 2013 اعترضت البحرية اليمنية ثانية سفينة إيرانية تحمل أسلحة يعتقد أنها كانت مرسلة للحوثيين. وتشير تقارير إلى أن عمليات تهريب أخرى جرت من جزيرة "دهلك" الإريترية إلى اليمن، وأن إيران تدرب مقاتلين حوثيين في إريتريا. المغامرة الإيرانية في اليمن انتهت بانقلاب كامل للحوثيين على السلطة الشرعية، لكنها أيضاً استثارت غضب الفصائل السياسية والقبائل اليمنية، علاوة على القوى الإقليمية، ولا يُعرف أي مسار ستتخذه الأزمة، وأي حل ينتظرها.