أحال وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت «خ ب»، المعجبة بالمنشطة الإذاعية «عائشة أمزاك»، على أنظار غرفة الجنح العادية بالمحكمة نفسها في حالة سراح، من أجل محاكمتها على ما اقترفته في حق الصحفية عائشة، ومتابعتها من أجل التهديد والتحريض على الدعارة والمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات. وتعود تفاصيل هذه القضية إلى حين تمكن المتهمة من الحصول على الرقم الهاتفي الخاص بالمنشطة الإذاعية عائشة، وظلت لما يزيد عن سنة تقوم بإرسال رسائل الإعجاب عبر الرقم الخاص ببرنامج تعده الإذاعية ذاتها أيضا، بلسان رجل. وبعد ذلك بدأت المتهمة تتدخل في جزئيات حياة «عائشة» المهنية وحياتها الخاصة، لدرجة تقول «عائشة» في لقاء معها، أن المتصلة كانت تعاتبها إذا تحدثت مع باقي الفتيات والنساء المتصلات ببرنامجها، كما كانت تعمل على تهديدها إذا لم ترد على رسائلها ومكالماتها، بالتصفية وقتل نفسها. وأضافت عائشة أنها كانت دائما تعتقد أن المتصل رجل، خصوصا بعدما تطور الأمر إلى حد أن المتهمة كانت تصرح بمجموعة من المصطلحات ذات مغزى وإيحاءات جنسية، وهو ما تعبر عنه الرسائل النصية التي اطلعت عليها «الأخبار». كما عبرت المتهمة عن رغبتها في ممارسة شذوذها الجنسي مع «عائشة»، وأحيانا كانت المنشطة الإذاعية تتوصل منها برسائل عبارة عن طلب إعداد العشاء أو الغذاء وكأنهما في بيت واحد أو غرفة واحدة، كما تكشف لها بأنها تعاشرها في مخيلتها جنسيا بشتى الطرق حتى الشاذة منها. هذا الوضع استمر ليل نهار، حتى أصبحت المنشطة الإذاعية لا تطيق هاتفها كما تخشى أن تتصل المتهمة ببرنامجها الإذاعي المباشر وتحرجها أمام المستمعين. وأمام تمادي المعجبة المتهمة في ذلك، قررت عائشة أن تستدرجها لتحديد مكان تواجدها حتى تضع حدا لذلك الإزعاج، فنجحت في التعرف على مكان تواجد «خ ب»، وقررت أخذ عطلتها السنوية والتحقت بمدينة تيزنيت حيث تقدمت يوم 20 يناير الجاري بشكاية إلى وكيل الملك بابتدائية المدينة. وبتعليمات من الأخير فتحت الضابطة القضائية لأمن تيزنيت بحثا في الموضوع، وبعد الاستماع إلى المشتكية والاطلاع على فحوى الرسائل النصية، وتنقيط الرقم الهاتفي للمشتكى به، تبين أنه مجهول، مما صعب عملية البحث، فقررت الضابطة القضائية بتنسيق مع إحدى صديقات المنشطة الإذاعية، إخبار المتهمة أن المنشطة الإذاعية «عائشة تازرزيت» تتواجد بمدينة تيزنيت إن هي أرادت مقابلتها. وما هي إلا لحظات حتى توصلت المنشطة الإذاعية وهي في مكتب الضابطة القضائية، بمكالمة من المتهمة تفيد أنها علمت بتواجدها في تيزنيت وتريد مقابلتها. وبتعليمات من النيابة العامة انتقلت عائشة رفقة عناصر الضابطة القضائية إلى المكان المحدد (أمام القاعة المغطاة)، فكانت المفاجأة أن المتصل وصاحب رسائل الإغراء الجنسي لم يكن رجلا، بل يتعلق الأمر بمعجبة في عقدها الثاني وتتحدر من ضواحي تيزنيت، تفننت في تقليد صوت رجل. هناك سيتم إيقافها وحجز هاتفها النقال قبل الاستماع إليها في محضر قانوني. كما تم تحرير محضر معاينة هاتفها الذي عثر فيه على مجموعة من الصور الخاصة بالمنشطة الإذاعية، والتي أخذتها من على صفحتها الخاصة على «الفايسبوك»، مسجلة رقم هاتف المنشطة الإذاعية ب«الأميرة ديالي»، مبررة فعلتها بأنها معجبة أشد الإعجاب بها، ومؤكدة استمرار إعجابها بها بالرغم من كل شيء وبجنون. إلى ذلك، وفي تصريح خصت به عائشة أمزاك جريدة «الأخبار»، أفادت أنها صدمت لما وجدت أن فتاة هي من تقف وراء التحرش والتهديد، وما أثر فيها أكثر، تقول عائشة، هو أنها بالرغم من حالة الاعتقال التي وجدت «المعجبة» نفسها فيها، ما زالت تؤكد عشقها لها وبجنون. والغريب في الأمر، تضيف الإذاعية ذاتها، أن المتهمة أكدت أمام الضابطة القضائية تشبثها بها، حيث رفضت مجموعة من الخُطاب أمام حبها الوحيد والأوحد لها، مستغربة كونها ظلت تتمعن في جسم المنشطة الإذاعية عند مواجهتهما، في الوقت الذي أكدت فيه عائلة المعجبة أمام الضابطة القضائية، أنها لا تعاني من أي مرض وتتمتع بصحة جيدة. لكن، تضيف عائشة، أن آخر ما قالته «المعجبة» للمنشطة الإذاعية هو «عفاك أ عائشة سمحي ليا راني معجبة بيك بزاف»، الشيء الذي أثر فيها، تقول المنشطة الإذاعية، خصوصا أن عائلتها تبدو محترمة وسبق لأفرادها أن حثوها على الابتعاد عن تلك الممارسات. وعن سؤال إن كان الأمر يعتبر ضريبة للشهرة، قالت عائشة «لا أحس بنفسي في ذلك المستوى حيث لم أصل إليه بعد، لكن كوني أقوم بمجموعة من البرامج، أتواصل من خلالها مع مختلف المستمعين، ربما يكون سببا في ذلك. كما أفضل أن يكون لدي معجبون بعملي لا بشكلي فقط، وحقيقة لولا الإعجاب ما استمررت في العمل، وهو ما حفزني على العطاء على مستوى المضمون لا على مستوى الشكل الذي وقعت فيه هذه المعجبة».