ارتدى قيادي حزبي في مصر يشغل منصب رئيس لجنة السياسات بالحزب الناصري، يدعى محمد السيد أحمد، جُبة المحلل الذي لا يشق له غبار، وهو يسرد العوامل الخفية التي أفضت إلى التصعيد الأخير بين القاهرةوالرباط، بعد وصف التلفزيون الرسمي المغربي للرئيس السيسي بقائد الانقلاب. وأورد السيد، في تصريحات تناقلتها بحفاوة ظاهرة الصحافة الجزائرية التي وجدت في التوتر المغربي المصري فرصة للنفخ في النار، أن أحد العوامل الرئيسة التي أدت إلى إطلاق الإعلام المصري لتلك التصريحات، التنافر بين الجزائر والمغرب، والتقارب المصري الجزائري. وتطرق القيادي الحزبي ذاته إلى عوامل أخرى تفسر التوتر الجديد بين الرباطوالقاهرة، يبدو أنه لم يسبقه إليها أحد، ومن ذلك "وجود اختراق للمنظومة المغربية بشكل عام والحكومة الجزائرية أيضا، من طرف الفصائل الإسلامية، وكذا التقارب المغربي الصهيوني". هذه الحيثية الأخيرة يشرحها السيد بالقول "معروف تاريخيا أن المغرب قريب من العدو الأول للمنطقة والجيش المصري، وأمريكا وإسرائيل تريدان التحكم في الجيش الأقوى في المنطقة"، مضيفا أن "هذا مرتبط إلى حد كبير بمن يحكم في المغرب" وفق تعبيره. ويردف القيادي الحزبي المصري: "من يحكم المغرب، هل السلطة متمثلة في الملك، أم أن الحكومة التي لها ميول إسلامية تحكم الآن، وتقول كلمتها وتفرض شروطها، وتتحدث عن مصر، متعاطفة مع الفصيل الإرهابي" على حد قوله، في إشارة إلى جماعة "الإخوان". واسترسل السيد "بعض الإعلام العربي متمثلا في قناة الجزيرة، وبعض الصحف والتلفزيونات المغربية والتركية، يصفون ما يحدث في مصر بأنه انقلاب، سيرا على النهج الذي يخدم جماعة الإخوان وحكومة الإسلام السياسي". وبخصوص ردود الفعل المصرية إزاء ما بثه التلفزيون الرسمي المغربي، قال المحلل إن "مصر لا تقف كثيرا عند هذه السخافات من قبل بعض الدول، تحديدا تركيا وقطر والمغرب، وقد واجهنا طوال الفترة الماضية مواقف أكثر من هذا الموقف" يقول السيد. واستطرد قائلا "مصر أكبر دولة في المنطقة، ولا يمكن الالتفات إلى تفاهات مسؤولين من دولة مثل المغرب"، موضحا أنه "لا يتوقع ردود فعل عنيفة أو كلامية على المستوى الدبلوماسي المصري" وفق تعبيره. وتابع رئيس لجنة السياسات بالحزب الناصري "نحن نثق في رئيسنا، ولا نتمادى مع المغرب حتى ننجرف للرد عليهم، لأنه ليس في مستوى مصر"، مضيفا بأن "الشعب والجيش والرئيس يدركون أن المرحلة ليست كلامية، ونحن لا نريد شق الصف العربي".