قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية، بمدينة بني ملال، أمس الثلاثاء، بإدانة ياسين الحميني وهو بائع متجول ينحدر من مدينة تزنيت بالسجن النافذ لمدة أربعة أشهر وغرامة مالية قدرها ألف درهم، كما أدانت زميله مصطفى قشو، بالسجن لمدة ثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها ألف درهم، وذلك على خلفية محاولة المتهم الأول الانتحار من فوق عمود كهربائي مرتديا لباس “غوانتانامو”، فيما يتابع المتهم الثاني بتهمة المشاركة. وشهدت جلسة المحاكمة هجوما لهيئة الدفاع على مسطرة اعتقال قشو والحميني، والمحاضر التي أنجزتها الضابطة القضائية التي ااتهمهاالدفاع ب”تزوير الحقيقة”. ونفى الحميني خلال المحاكمة أنه يكون قد أقدم على محاولة الانتحار مؤكدا أنه صعد إلى العمود الكهربائي من أجل لفت الانتباه لقضيته وقضية الباعة المتجولين. من جانبه نفى قشو أن يكون الحميني هدد بالانتحار، كما نفى أن يكون قد حرضه على ذلك، ونفى الأقوال المنسوبة إليه في محضر الضابطة القضائية موضحا أن اعتقاله هو والحميني يأتي من أجل القضاء على حركة الباعة المتجولين. وتظاهر أمام مقر المحكمة الابتدائية قبل انطلاق الجلسة عشرات الباعة المتجولين مطالبين بإطلاق سراح رفيقيهما، كما رفعوا شعارات تندد باعتقالهما وتشير إلى أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم. وسبق للحميني الذي يحمل صفة عضو تنسيقية الباعة المتجولين في المغرب، الاحتجاج في عدة مدن مغربية وذلك إثر قيام سلطات مدينة تيزنيت بمصادرة عربته المجرورة التي يعتبرها مصدر رزقه، كان آخرها الاعتصام فوق عمود كهربائي في شارع المسيرة ببني ملال، الأمر الذي استدعى حضور عناصر الأمن والوقاية المدنية، كما استنفر مختلف ممثلي السلطة في المدينة (الباشا، والي الأمن، رؤساء المقاطعات…) والذين دخلوا في حوار معه واعدين إياه بالاستماع إليه والنظر في طلباته وهو ما أقنعه بالنزول من فوق العمود ليفاجأ باعتقاله مباشرة بعد ذلك رفقة زميله.