في مبادرة غير مسبوقة من لدن زعماء ورؤساء الدول العربية، بادر محمد المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، إلى إعلان تنازله عن كل الهدايا التي تلقاها هو وأفراد عائلته من رؤساء وملوك عدد من الدول التي زارها، أو التي استقبل وفودا تابعة لها خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية التونسية. ومن المرجح أن تكون ضمن هذه الهدايا قلادة الوسام المحمدي التي منحها الملك محمد السادس للمرزوقي يوم 31 مايو المنصرم، ضمن زيارة العمل التي قام بها العاهل المغربي لتونس، فيما وشح المرزوقي الملك بوسام الجمهورية تقديرا لجهوده في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. ويخصص الوسام المحمدي، الذي وشح به الملكُ الرئيس التونسي حينها، كما منحه من قبل لعاهل اسبانيا وأمير قطر وغيرهم من زعماء العالم، للملوك ورؤساء الدول الأجنبية والعائلة الملكية والأمراء الأجانب" وذلك وفق التعريف الذي ورد في ظهير يونيو 2010 حول أوسمة المملكة. ويتكون الوسام المحمدي، وفق الأوصاف التي جاءت محددة في الظهير الملكي، من ثلاثة درجات، الدرجة الممتازة، أي قلادة ذهبية مرصعة بأحجار كريمة يتوسطها شعار المملكة، ورصيعة ذهبية تتدلى من القلادة، في وسطها شعار المملكة، محاطا بأحجار كريمة، ومكتوبة تحته كلمة "المحمدي". وأما الدرجة الأولى من الوسام المحمدي، تبعا لذات المصدر، فتعني أن الوسام يتألف من رصيعة ذهبية مماثلة لرصيعة الدرجة الممتازة، وتوضع الرصيعة في الجانب الأيسر من الصدر، بينما وسام الدرجة الثانية تشبه سابقتها، ولا يستثنى منها سوى دائرة الأحجار الكريمة. وأوردت رئاسة الجمهورية التونسية، على موقعها الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، اليوم، رسالة وجهها المرزوقي لوزير الاقتصاد والمالية المكلف بأملاك الدولة والشؤون العقارية، بعنوان '' التنازل عن ملكية أموال منقولة لفائدة الدولة التونسية". وقال المرزوقي ضمن ذات الرسالة: "تلقيت عددا من الهدايا الثمينة من رؤساء وملوك الدول الشقيقة والصديقة، أثناء زياراتي التي أديتها لبلدانهم أو استقبال وفود منها، وهي منقولات من مختلف الأنواع أهديت إلي شخصيا وإلى عائلتي". وتابع المرزوقي "واعترافا مني بفضل هذا الشعب العظيم الذي منحني شرف تولي مهمة رئاسة الجمهورية، فإني أتنازل عن جميع المنقولات في القائمة الجاري ضبطها بالتنسيق مع مصالحكم، والتي سيتم توجيهها إليكم حال الانتهاء منها، لفائدة الدولة التونسية، تنازلا صريحا ناجزا لا رجعة فيه ''.