تعيش أسرة الفنان الراحل محمد البسطاوي معاناة حقيقية بعد رحيل معيلها الوحيد، كما عاينت "الأيام 24" خلال زيارتها لبيت الفنان الفقيد، حيث لازالت زوجته الممثلة سعاد النجار تحت هول صدمة الرحيل المبكر:" سي محمد كان باغي يشوف بنتو قبل ما يموت، وكان يقول لي :أنا خايف نموت ومانشوفشهاش". حال أسرة الراحل البسطاوي يعكس فعلا تخوف الراحل على ابنته فاطمة الزهراء وهي تعيش اليتم في سن الخامسة، فأمام غياب الإمكانيات المادية، وصعوبة الحياة أمام أرملة أصبحت تتحمل مسؤولية إعالة أربعة أطفال، صار أمل أسرة البسطاوي هو أن تملك بيتا تستقر فيه "صرت أتمنى اليوم-تقول سعاد النجار ل "الأيام 24" والدموع تسبق كلماتها - لو أن هذا البيت الذي أرى فيه ذكريات سي محمد في كل ركن من أركانه كان ملكا لنا".
فالبيت الذي تقطنه منذ سنوات طويلة والذي كان الفنان الراحل محمد البسطاوي قد قام بكرائه هو في ملكية الأملاك المخزنية. يوجد في ممر ضيق لا يمكن أن تصل إليه إلا راجلا، عاش فيه الراحل سنوات من عمره، كان وجوده فيه يضفي على أسرته دفئا واهتماما كبيرا، مثلما ظلت تعيد الذكريات في أحد أركان البيت مجموعة من صوره وجوائزه وتذكاراته التكريمية تسطع من بينها نجمة مراكش التي تسلمها من يد الفنانة ثريا جبران خلال تكريمه منذ سنتين في المهرجان الدولي للسينما بمراكش.
فيما تبدو الطفلة فاطمة الزهراء في ركن آخر وهي تداعب لعبها،غير مبالية ببراءة الأطفال بثقل ما يحدث داخل أسرتها" كانت تسألني دائماً عن والدها، وكنت أراوغها بالقول إنه مشغول بالتصوير"، تقول والدتها سعاد بعين دامعة، قبل أن تضيف: "لقد عود طفلته المدللة على حمل الهدايا إليها، أنا الآن أدركت معنى قول سي محمد لي: " أنا خايف عليك من خوفك علي".
أسرة البسطاوي تجد اليوم مواساة كبيرة من طرف أصدقاء الراحل، وتثلج صدرها الالتفاتة الملكية التي شملتها خلال فترة علاج محمد البسطاوي وبعد وفاته أيضا.