ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس الاربعاء ب»وقاحة» الولاياتالمتحدة في الأزمة السورية، ما يؤشر مرة جديدة بعد زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الىتركيا، الى وجود خلافات بين الحليفين حول هذا الملف، فيما قال الرئيس التركي السابق عبد الله غل إن تنظيم «داعش» حركة سياسية لا دينية، مؤكدا أن هذا التنظيم الإرهابي «لا يمكن أن يشكل تهديداً إيديولوجيا لتركيا على الإطلاق»، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال استضافته في المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية «تشاتام هاوس» الذي حصل منه «غل» على جائزة في عام 2010. وقال أردوغان امام مجموعة من رجال الاعمال المجتمعين في أنقرة، اثناء التطرق الى المطالب التي وجهتها واشنطن الى تركيا في مجال محاربة تنظيم الدولة الأسلامية «أود أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية». وأضاف «لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 ألف كم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟»، في اشارة الى زيارة بايدن في نهاية الاسبوع الماضي الى اسطنبول. وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة، لا تزال الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا ترفض التدخل عسكريا الى جانب القوات الكردية التي تدافع عن مدينة كوباني السورية التي يحاصرها الجهاديون على الحدود التركية. وتعارض أنقرة ايضا قبول الطلب الأمريكي بفتح قاعدتها انجرليك (جنوب) أمام الطائرات التي تقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا. وتعتبر تركيا أن هذه الغارات غير فعّالة، وتقول إن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، تشكل الأولوية في استراتيجية مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». واضاف أردوغان «لقد اكتفوا (الامريكيون) بأن يكونوا مجرد مشاهدين عندما قتل الطاغية (الرئيس السوري) 300 الف شخص. بقوا صامتين امام وحشية الأسد والآن يتلاعبون بمشاعر الرأي العام الدولي حيال مصير كوباني». وخلص الرئيس التركي الى القول «لن نحل مشاكلنا بمساعدة فكر متعال بل بواسطة شعبنا بالذات». والاثنين، ندد أردوغان باهتمامهم ب»النفط». ووصف ذلك بأنه الدافع الاستراتيجي الوحيد للأمريكيين في المنطقة. جاء ذلك فيما قال أحد كبار جنرالات حلف شمال الأطلسي إن الحلف لا يدرس فرض «منطقة حظر جوي» في شمال سوريا كانت تركيا قد طالبت بها لتخفيف الضغوط الأمنية والإنسانية على حدودها الجنوبية الشرقية. وقال اللفتنانت جنرال جون نيكلسون القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات البرية في مقابلة في مقره بمدينة ازمير الساحلية التركية، إن «إقامة منطقة حظر جوي مهمة عالية التكاليف». وأضاف أن ليبيا هي أحدث مثال لكن العمل كان لازما حتى يدير حلف شمال الأطلسي العمليات الجوية هناك. وتابع «هذا ليس أمرا نبحثه حاليا في هذا السياق.» وحتى الآن كانت الاستجابة فاترة من جانب حلفاء تركيا لخطط أنقرة بإقامة ما توصف «بمناطق آمنة» تتمتع بدفاع جوي. ويشير خبراء عسكريون إلى أن ذلك سيستلزم إما موافقة الحكومة السورية أو القضاء على أنظمة الدفاع الجوي السورية المتقدمة. ومثل هذه الخطوة تخاطر بجر القوى الغربية بشكل أكبر للصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات، كما أنها ستغضب روسيا وإيران حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد. ومما يزيد الأمور تعقيدا أن الأسد يستخدم الضربات الجوية الأمريكية كغطاء لحملته الجوية ضد مقاتلي المعارضة السورية، وقصف الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية ردا على قتل التنظيم لجنود سوريين. ويرى مراقبون أن القلق إزاء اتجاه السياسة الأمريكية في سوريا عنصر أساسي في الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل الذي شعر بالإحباط على ما يبدو من عدم وجود استراتيجية.