شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوما علنيا غير مسبوق على حركة حماس في كلمته امام الدورة ال 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس، الامر الذي دفع رئيس الجلسة وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي الى اعلان الجلسة مغلقة، مطالبا جميع الصحافيين ووسائل الاعلام بإخلاء القاعة. وسبق الرئيس عباس ذلك بهجوم آخر وذلك في لقاء مع وسائل الاعلام المصرية الليلة قبل الماضية. ودعت حركة حماس من جانبها الرئيس الفلسطيني، زعيم حركة «فتح»، للتوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين بشكل مباشر. قال ذلك الناطق باسمها سامي أبو زهري الذي وصف هذه التصريحات بغير المبررة، «والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة، ولا أساس لها من الصحة، وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير». أما موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، فدعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة، على اعتبار أن حكومة التوافق الحالية، فشلت في معالجة الأزمات الداخلية. واستهل عباس كلمته بالقول «نحن اليوم نريد أن نتكلم في ثلاثة موضوعات، الأول ما حدث في غزة والحرب الغاشمة على قطاع غزة، حاولنا أكثر من مرة إثر الانقلاب في غزة، تلك المحاولات التي لم تنجح ولعل أهم هذه المحاولات ما جرى في المملكة العربية السعودية والكعبة المشرفة (في ما اصبح يعرف باتفاق مكة لعام 2006)، كما ذهبنا من أجل أن نجري هذه المصالحة». وهنا وضع أحد موظفي الجامعة ورقة أمام الرئيس الفلسطيني، الذي قال له بدوره «كيف أقول لهم نسكر (نغلق)؟، فأجاب الرجل «إذا ما بدك..» فرد الرئيس الفلسطيني نعم» … فتوجه الموظف إلى رئيس الجلسة، الذي وجه حديثه لوسائل الإعلام «نطلب من المراقبين الدوليين والصحافة الخروج من القاعة.. نطلب من الضيوف والصحافة الخروج». وكان عباس قد قال في لقاء مع وسائل الاعلام المصرية الليلة قبل الماضية، إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و»لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل». واضاف عباس ان عدد شهداء حماس في العداون الغاشم بلغ 50 شهيدا بينما بلغ عدد شهداء فتح 861. الى ذلك اعترف رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله ان حكومته تلقت تحذيرات دولية بعدم دفع اي اموال لموظفي حماس في غزة، وقضية الرواتب هي احدى المشاكل الرئيسية التي تهدد المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية. وقال الحمد الله في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية «تم تحذير الحكومة والبنوك العاملة في الاراضي الفلسطينية انه في حال دفع هذه الدفعات لحكومة حماس السابقة في غزة سيتم مقاطعة الحكومة».وردا على سؤال عن الجهات التي حذرت الحكومة، اجاب «كل دول العالم ولم يتبق احد لم يحذر انه اذا دفعت هذه الاموال فسيتم مقاطعة الحكومة والشعب الفلسطيني». لكنه قال انه «رغم التهديدات، اقوم باتصالات دولية لحل هذه الاشكالية وهناك شبه تفاهم على دخول جهة ثالثة (لم يحددها) لتقوم بايصال هذه الدفعات»، موضحا «هناك بشائر خير خلال الفترة الزمنية المقبلة».