المكان: القصر الرئاسي بنواكشوط. الزمان: 8 يونيو 2003، العملية: افشال المغرب لانقلاب عسكري ضد الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع الذي كان حليفا و صديقا للمغرب. لم تعرف العلاقات المغربية – الموريتانية هذا النوع من الفتور منذ سنوات طويلة، و يعود آخر مسلسل لشد الحبل بين الرباط و نواكشوط إلى فترة رئاسة ولد هيدالة للجمهورية الإسلامية الموريتانية. أما فترة تولي الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع لحكم البلاد، فعرفت انتعاشا كبيرا في علاقات البلدين الجارين، حيث كانت تربط معاوية علاقات متميزة مع الراحل الحسن الثاني، نتج عن ذلك إعلان تأسيس إتحاد المغرب العربي في مراكش سنة 1989، ونفس الأمر بعد وفاة الراحل الحسن الثاني وتولي محمد السادس العرش في يوليوز 1999. ويسجل التاريخ أن المغرب دافع في أكثر من مرة على أمن و استقرار جارته الجنوبية موريتانيا، وساندها عسكريا في أكثر من مناسبة. في 8 يونيو 2003، قاد الجنرال العسكري صالح ولد حننا انقلابا على الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي كان بالقصر الرئاسي عند وقوع الانقلاب العسكري تدخل على اتره المغرب لإفشاله.
و تمت العملية بإنزال قوات خاصة مظلية تابعة للواء الأول المظلي على القصر الرئاسي حيت يتواجد الرئيس معاوية، وخاضت القوات المغربية معركة طاحنة أوقفت على اترها تقدم جنود رفقة رتل من دبابات الانقلابيين باتجاه القصر الرئاسي.
القوات الخاصة المغربية التي تم انزالها على نواكشوط تم دعمها من طرف الفيلق الرابع الذي اجتاح الحدود الموريتانية اتناء العملية، ليتم افشال الانقلاب حينها. ورغم كل ذلك فقد كان انقلاب ولد حننا في 8 يونيو 2003 بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لنظام ولد الطائع فدقت آخر مسمار في نعشه رغم فشل العملية، فقد أدرك ولد عبد العزيز أن رأسه سيكون من الرؤوس اليانعة وسيقطف عند أول انقلاب فبدأ يتلمس رقبته، أبان الانقلاب حقيقة أن لا أحد محمي وأن معاوية باتت أيامه معدودة، ووصل معاوية من الهيستيريا حدا لا يطاق. وأصبح ولد عبد العزيز خائفا بدوره يترقب خاصة أن معاوية رقّاه إلى رتبة عقيد بعد فشل محاولة حننّا وزاد تسليحَ وحداته، كان محمد حين يسافر معاوية يقوم بحشد قوات الحرس الرئاسي على الطرقات وفوق المباني المحيطة بالمطار ولدى عودة معاوية كان يسأله عن تلك المظاهر فيقول: تحسبا لأي طارئ خاصة وأن ولد حننا لا تؤمن بوائقه فيُسر معاوية من إخلاصه في حين كان يضمر الرجل ما يظهر للتخلص من رئيسه، وكانت تلك الحركات عبارة عن بروفات لمحاولة الانقلاب . كان ولد عبد العزيز يفكر في زيارة معاوية للنعمة لتدشين المطار منتصف شهر غشت لتنفيذ خطته فجاء موت ملك السعودية فهد هدية من الأقدار، فأحكم الرجل سيطرته خصوصا أن الوضع كان هشا، وكان ولد عبد العزيز هو المتحكم في مفاصل الأمن ذلك أن الحرس الرئاسي يأتمر بأمره بتعليمات مباشرة من معاوية وكان الحرس الرئاسي وحده المسلح وكان أفراده يطيعون ولد عبد العزيز طاعة عمياء فقام بتوزيعهم بحجة تهديد خارجي وأفشى لبعض خاصته الأمر فوافقوه . وبهذا أصبح ولد عبد العزيز رقما في معادلة الانقلابات العسكرية العربية، والانقلابيون غالبا ما يكون لهم طموح يلفه الجنون، ليعلن بعدها تحالفه مع الجزائر التي ساهمت بشكل كبير في انقلابه، ويشرع في "عدائه" للمغرب.