تفاقمت متاعب وزيرة التعليم الجزائرية نورية بن غبريت، بعد تداول صور لخريطة مأخوذة من كتاب الجغرافيا للسنة الأولى للتعليم المتوسط، والتي تتضمن اسم إسرائيل بدل فلسطين، رغم أن الجزائر لا تعترف بوجود إسرائيل، ولا تكتب اسمها في الخرائط، بل تكتب فلسطين، وهو ما أثار زوبعة من الانتقاد، خاصة وأنها فرصة من ذهب لخصوم الوزيرة نورية بن غبريت، الذين سارعوا إلى اتهامها بأنها تمهد للتطبيع. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد اشتعلت، أمس الخميس، بعد أن بدأت بعض الصفحات تتداول صورة الخريطة المأخوذة من كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط، والتي يظهر فيها اسم إسرائيل على الخريطة مكان فلسطين، علما أن كل الخرائط المعتمدة في الجزائر، سواء في المقررات الدراسية، أو في المؤسسات والهيئات الرسمية، لا تعترف بوجود دولة إسرائيل، وتضع اسم دولة فلسطين على الخريطة. وكما كان متوقعا انطلقت حملة من الانتقادات وردود الفعل الغاضبة، والتي وجهت سهامها مباشرة إلى الوزيرة نورية بن غبريت، التي تجد نفسها متهمة بالتسبب في هذه الفضيحة، خاصة وأن الكثير من خصوم الوزيرة يعتبرون أن الأمر لا يتعلق بخطأ ناجم عن سهو، أو أن الذين أعدوا الكتاب قاموا بنسخ الخريطة من أحد المواقع على الإنترنت، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد، وإنما بمؤامرة مدبرة من أجل تمهيد الطريق أمام التطبيع مع إسرائيل. ويرى النائب ناصر حمدادوش عن حركة مجتمع السلم (إخوان)، أن ما ورد في كتاب الجغرافيا سابقة خطيرة في الاعتراف بإسرائيل، وهو ما يتجاوز العقدية السياسية والدبلوماسية للجزائر، مشيرا إلى أنه يحق الآن التساؤل لمصلحة من تعمل هذه الوزيرة؟ وتساءل حمدادوش إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على علم بهذا الأمر، معتبرا أنه إذا كان يعلم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يعلم فتلك مصيبة أكبر، معتبرا أن هذه عينة بسيطة في استهداف منظومة التعليم، وتحريفها عن إطارها الوطني الذي حدده بيان اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، والدستور والقانون التوجيهي لقطاع التعليم. واعتبر النائب أن الوزيرة تثبت في كل مرة أنها تعمل وفق أجندات خارجية، وتحركها أطراف أجنبية، وأنها تريد فرض توجهاتها التغريبية وقناعاتها على حوالى 8 ملايين تلميذ، مطالبا بفتح تحقيق في القضية، وإخضاعها إلى المساءلة والمحاسبة. وتأتي هذه القضية لتزيد في متاعب الوزيرة بن غبريت، التي نجت بالكاد من قضية تسريب أسئلة البكالوريا، والتي كانت فضيحة غير مسبوقة، لكن الدعم الذي تلقته من رئيس الوزراء عبد المالك سلال، ومن الرئاسة مكناها من الحفاظ على منصبها، غير أنها تتعرض إلى حملة انتقادات منذ بداية الموسم الدراسي، بسبب ما يسمى إصلاحات الجيل الثاني، والتي يصفها خصومها بأنها فاشلة، وأن الكتب الجديدة تتضمن أخطاء كثيرة.