أثارت إدانة محكمة مغربية لخمسة شبان مغاربة بالسجن لمدة ستة أشهر نافذة بعد متابعتهم بتهمة السكر العلني والافطار جهرا في رمضان حفيظة مثقف تونسي ، رأى في الحكم تضييقا على الحريات الفردية للمواطن المغربي واضطهاد له ولكرامته ، واصفا ما وقع بالسيل الذي بلغ الزبى . وارتأى السوسيولوجي التونسي “فرحات عثمان” أن يوجه رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس في شأن الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بسوق الاربعاء الغرب في حق الشبان الخمسة ، اعتبر فيها أن القانون الذي توبع به الشبان " يُعد لاغيا منذ دخول القانون المغربي الجديد حيز التنفيذ وهو يؤكد حرية المواطن الشخصية " . وتساءل عثمان في رسالته المطولة عن حرية المواطن المغربي قائلا " أين هي إذا مُنع المغربي من أبسطها، ألا وهي الأكل والشرب بكل حرية، وإن كان ذلك علنا في رمضان؟ "
وأضاف ذات المصدر " نعم، يقول من ساءت نيته من المسلمين أن حرية زيد تقف عند حرية عمر؛ وهذا من الحق الذي يراد به الباطل، لأنهم لا يصرفون القول إلا في معنى أن الصائم ليس له أن بُفطر إلا خفية فلا تقع عين الصائم عليه. فإذا كان هذا حق الصائم، أين حق المفطر؟ أليس له أيضا الحق أن لا تقع عينه على من يصوم، فلا يفرض عليه صيامه؟ "
وأكد السوسيولوجي المثير للجدل أن " الصوم شعيرة لا تلزم المؤمن إلا حيال ربه، ولا دخل للعباد فيها، فيصوم من أراد وعمل بدينه، ولا يصوم من لم يشأ " و "أن الإسلام حرية خالصة، لا عبودية للعبد فيها لأخيه العبد، بل التسليم لله وحده. لذا، إذا أفطر من أفطر - ولعل ذلك لأسباب سمح بها الدين وفي نطاق أداء الكفارة التي طلبها ممن يفطر - فذنبه، إن كان له ذنب، لا يعنى إلا الله، بما أن علاقة المسلم به مباشرة " .
وقال فرحات موجها كلامه للملك محمد السادس " إن المسلمين ليُضطهدهون في مملكتكم، فلا يجدون ممن واجبه إنصافهم إلا الجنوح إلى المزيد من الإجحاف في الاضطهاد. فأين العدل الذي نادى به الإسلام وأين الإنصاف؟ لقد اختلط الحابل بالنابل في عقول المسلمين فما فقهوا دينهم، يجعلون منه في العديد من مبادئه دين اليهود والنصارى " . وتابع قائلا : " إن السيل بلغ الزبى، يا جلالة الملك، ولات وقت تردد، فكلمة السواء التي نادى بها الإسلام الحق تقتضي أن تأذنوا بإيقاف العمل بكل القوانين الجائرة التي لا تخدم الإسلام بل تسيء له مثل الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي فهو مما يسم حكمكم الأغر بوصمة عار لاتسر إلا كل من عاداكم وعادى الإسلام " .
وخلفت رسالة فرحات للعاهل المغربي ردود أفعال متفاوتة بين الناشطين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي ، ففي الوقت الذي تلقفها دعاة الحرية الفردية والإفطار في رمضان بكل أريحية ليعيدوا نشرها على صفحاتهم الشخصية ، اعتبر كثيرون أن هذه الرسالة تبحث عن شهرة سريعة ومؤقتة لصاحبها عبر قاعدة " خالف تعرف " .