تواصل ناشطات سعوديات بارزات، منذ نحو شهر تقريباً، حملتهن للمطالبة بإسقاط الولاية الذكورية المفروضة عليهن بالقانون، ونشرن أمس السبت تفسيراً جديداً لآية قرآنية يخالف تفسيرات رجال الدين لها. وقالت الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان، سعاد الشمري، إن الآية القرآنية التي يستند إليها رجال الدين في تطبيق الولاية الذكورية على النساء، لا تعني الولاية وإنما يقصد بها القوامة. وكتبت الشمري على حسابها في موقع "تويتر"، قائلة "نعيد الشرح للحمقى والكهنة ومن لا يثقون بتربيتهم، الولاية ليست القوامة، القوامة تقر بشَرْطَي الإنفاق وحسن الرعاية". وتغريدة الشمري شديدة اللهجة، هي واحدة من تعليقات مكتوبة أو مصورة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير تحت الوسم " #الولايه_لها_لا_عليها"، ضمن حملة واسعة يشارك فيها رجال أيضاً للمطالبة بإسقاط الولاية المفروضة على النساء في المملكة. وتفرض ولاية الرجل على المرأة السعودية البالغة، حصولها على تصريح من ولي أمرها للسفر أو الزواج أو حتى العمل أو الحصول على رعاية صحية في بعض الأحيان أو استئجار شقة أو رفع دعاوى قضائية، وتستند تلك الولاية إلى آراء كبار علماء الدين في المملكة، والتي يعززونها بنصوص من القرآن الكريم وأحاديث نبوية. وفق تقرير نشره موقع إرم نيوز. ويحظى رجال الدين السعوديون بمكانة بارزة في المملكة، كما أن فتاواهم وآراءهم متبعة في كثير من دول العالم الإسلامي، التي تنظر للمملكة كقبلة للمسلمين. وأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما "تويتر" واسع الانتشار في السعودية، لنساء المملكة تنظيم أكبر حملة بتاريخهن للمطالبة بإسقاط الولاية الذكورية، وتشارك عشرات الآلاف منهن يومياً في الحملة المستمرة تحت الوسم " #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولاية". ونشرت ناشطات سعوديات معروفات، منتصف الشهر الجاري، خطاباً موجهاً إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، للمطالبة بإسقاط الولاية الذكورية المفروضة عليهن بالقانون، وطلبن من المؤيدين لمضمونه التوقيع عليه قبل إرساله لجمع أكبر عدد من الأصوات، التي قد تسهم في الموافقة عليه من قبل الملك سلمان. ورغم أن الحملة وتصاعدها خلال الأيام الماضية أمر جريء وغير معهود على نساء المملكة في الماضي، إلا أن نشرهن لتفسير جديد مخالف لآراء رجال الدين حول الولاية الذكورية، يعد أجرأ خطوة للنساء في تاريخ المملكة التي تطبق الشريعة الإسلامية. وتعكس تدوينات السعوديات ومشاركتهن في الحملة، إصراراً غير مسبوق على حسم هذه القضية بشكل نهائي لصالحهن، من خلال إصدار تشريع ينهي ولاية الرجل عليهن، لكن أي مؤشر في هذا الاتجاه لم يظهر بعد مرور نحو شهر على الحملة. وتقول منظمات حقوقية أممية، إن الخطوات التي اتخذتها السعودية لإصلاح بعض جوانب نظام ولاية الرجل، ناقصة وغير فعالة ولا تكفي، وتطالب بإلغاء الولاية بالكامل، وهو أمر بالغ التعقيد في بلد يستمد قوانينه من الشريعة الإسلامية، التي تنص على ولاية الرجل، ويتمتع فيه رجال الدين بنفوذ كبير.