في حادثة هي الأولى من نوعها قام شاب مصري بقطع يديه لكي يتوقف عن السرقة. علي العفيفي البالغ من العمر 30 عاماً تحدث ل"العربية" شارحاً تفاصيل الواقعة المثيرة. يقول العفيفي: "أنا شاب من أسرة ميسورة الحال، لكني كنت أسرق، لا بسبب الاحتياج، بل لإدماني لتلك العادة التي بدأت معي منذ صغري ومنذ أن كنت طالبا في المدرسة الابتدائية، حيث كنت أسرق ساندوتشات زملائي وأقلامهم وكراساتهم، وعندما كبرت تطورت السرقة معي فأصبحت أسرق ذهبا ومجوهرات وهواتف نقالة وأموالا سائلة، وكنت أنفق حصيلة ما أسرقه على الفقراء والمحتاجين، وأشتري للأطفال الفقراء ألعابا وهدايا لهم. واكتشفت أن أسرتي مستاءة من إدماني للسرقة، فأشقائي في مراكز مرموقة، ووالدي يعمل مؤذنا لمسجد في قريتنا ميت حبيش التابعة لمدينة طنطا محافظة الغربية، لذا قررت أن أتوقف عن السرقة وأن أعاقب نفسي". ويضيف: "ذهبت لمحطة القطار وانتظرت القطار القادم ووضعت يدي اليسرى أمام عجلاته، فدهسها القطار وقطع كفي الأيسر، وذهبت على الفور لأستخرج شهادة دفن ودفنتها وتبت إلى الله، لكن إدماني تغلب علي، وعاودت السرقة مرة أخرى لمدة عام ونصف، فقررت التوقف نهائيا، واتجهت هذه المرة ليدي اليمنى، وقطعتها حتى أتوقف كلية عن السرقة، وفعلت ذلك دون أن أستعين بمخدر، وأعلنت أمام المواطنين الذين التفوا وتجمهروا حولي مذعورين، إنني كنت سارقا وأردت التوبة إلى الله". وتابع: "تقدمت لوزارة التضامن الاجتماعي للحصول على معاش يعينني على الحياة، خاصة أنني بلا عمل، وأعيش مع والدي ووالدتي المسنين، فقرروا لي معاشا شهريا قيمته 215 جنيها مصرياً (ما يعادل 30 دولارا)/ وهو ما يعنيني ولو قليلا على تحمل شظف العيش ومتطلبات الحياة". وأوضح أنه يستعد للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث ارتكب 3000 جريمة سرقة، ولم يتم اعتقاله أو توقيفه أو تحرير محضر له، مشيرا إلى أنه ليس له صحيفة جنائية، وأنه فخور لأنه أول من طبق حد السرقة على نفسه في مصر وفي العالم، وأصبح الجميع ينادونه باللص التائب إلى الله.