يبدو أن الأوضاع في ثانوية أم الرمان وصلت إلى الحائط المسدود، وهو ما تم الإشارة إليه في الكثير من لحظات النضال التي خاضها أطر الثانوية في فترات متفاوتة هذه السنة الدراسية. وأمام صمت المسؤولين النيابيين والأكاديميين على ما تعاني منه هذه الثانوية، أو ما أصبحت تشكله كنقطة سوداء في مسار المدينة على مستوى الإدارة والتسيير، خاض فريق الأساتذة إضرابا مفتوحا بعد أن استنفذوا كل الحلول والتوافقات التي من شأنها أن تعزز لحمة المؤسسة، أو تسهم في إرجاع الإشعاع التربوي والتعليمي الذي تبوأته هذه الثانوية على مدار سنوات طويلة. إن انخراط الأسرة التربوية والتعليمية في هذا المسار التصعيدي ناتج بالأساس على نقطتين مركزيتين: أولاهما التسيب الإداري على جميع المستويات. وثانيهما عدم توفر البنية التحتية الملائمة في خلق فضاء تربوي ينعكس إيجابا على مردودية وجودة التعليم. وبما أن سياسة الصمت هي التي ما زالت إدارتنا السياسية تختارها لمقاربة ملف التعليم، فقد كان لزاما أن تتحرك ضمائر الأساتذة باعتبارهم شريكا أساسيا في بناء هذا الصرح الكبير لوضع حد من جهة لما آلت إليه الإدارة والتسيير في الثانوية، ومن جهة أخرى لتحميل المسؤولية الكاملة للجهات المعنية للتدخل الفوري لوضع حلول جذرية بعيدا عن منطق الترقيع الذي ما زال الخيار السياسي في هذا القطاع الحساس يجعله من أولوياته بل خياراته الاستراتيجية. إن أساتذة ثانوية أم الرمان التأهيلية وشعورا منهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تدبير هذا الشأن التربوي، يضعون كل ملفهم ومطالبهم أمام الجهات المسؤولة للحد من التسيبات ولتحميل المسؤولية لكل من يثبت في حقه الإخلال بواجباته الأخلاقية والمهنية. كما يهيب الأساتذة من كل الرأي العام إلى استشعار الأهداف الأخلاقية لهذه الوقفة التي تأتي كنتاج لسياسة التماطلات التي تعرفها إدارتنا، وتؤكد على تفعيل قرارات اللجان النيابية والأكاديمية التي ظلت حبرا على ورق، ووعودا يختفي وراءها الواقع المرير الذي تعيشه الأسرة التعليمية في بلادنا. إننا وإذ نؤكد لكل الجهات المسؤولة على أننا ماضون حتى تحقيق مطالبنا دون تجزيء، نهيب بكل المتدخلين لوضع حد لما آلت إليه الأوضاع داخل ثانوية أم الرمان زاوية الشيخ. وما ضاع حق وراءه طالب.