استنكرت هيئات سياسية بمدينة الفقيه بن صالح ما وصفته إقحام أئمة المساجد في الصراعات والنزاعات السياسية الدائرة بالمدينة، من خلال حضور إبراهيم الوراق خطيب مسجد الحي الإداري وخطيب المناسبات الرسمية والرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح، وكذلك خطيب وإمام المسجد الأعظم (المسجد الرئيسي بالمدينة)، إضافة إلى عدد من الأئمة في آخر حلقة من البرنامج التلفزيوني حوار الذي تبثه القناة الأولى، وكان ضيف الحلقة محمد مبدع برلمانيا عن دائرة بني عمير بني موسى، ونائب رئيس مجلس جهة تادلة - أزيلال. فقد أدان الميلودي الرايف، هو مستشار جماعي عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالفقيه بن صالح، حضور الأئمة في البرنامج، واستغلالهم في حملة انتخابية سابقة لأوانها حسب ما صرح به ل''التجديد''، مشيرا أن عددا كبيرا من أعضاء المجلس البلدي احتجوا بقوة على هذه النقطة في دورة أكتوبر التي انعقدت يوم الجمعة الماضي، مطالبا بفتح تحقيق من قبل الجهات المسؤولة. ومن جهته، استنكر محمد اللويز، وهو مستشار جماعي عن حزب العدالة والتنمية بالمدينة، ما اعتبره استغلال الأئمة لأغراض سياسوية، مطالبا السلطات المحلية والمجلس العلمي والمندوبية الجهوية بفتح تحقيق في هذه النازلة. في هذه النازلة، كما استغرب في تصريح ل''التجديد'' صمت الجهات الوصية، داعيا إلى جعل أئمة المساجد بعيدين عما وصفه بالحزازات السياسية، وعدم توظيفهم في حملات انتخابية سابقة لأوانها، خصوصا وأن ضيف الحلقة صرح بأن كل من حضر البرنامج جاء ليؤازره ويسانده. أما المستشار عن الاتحاد الدستوري عادل المعطي، فأكد ل''التجديد'' أنه لم يشاهد الحلقة بسبب سفره إلى الديار الفرنسية، لكنه أكد أن ما وصله من أخبار يشير إلى خطورة الوضع، بسبب إقحام أئمة مساجد المدينة في الصراعات السياسة وانحياز بعضهم إلى طرف بعينه. ومن جانبه، أكد سعيد شبار رئيس المجلس العلمي الإقليمي لإقليم بني ملال في اتصال ل''التجديد'' على ضرورة لزوم أئمة المساجد للحياد التام، وعدم الاصطفاف إلى أي هيئة سياسية، مذكرا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية راسلت جميع الإئمة بعدم الظهور والحضور في المناسبات السياسية، معلنا أن المجلس العلمي سيفتح تحقيقا في الموضوع وليتأكد من كل ما حصل.