تفاعل قضية "اخبار اليوم" بوعشرين يؤكد ان الحكم بحقه جاء قاسيًا وظالمًا... وسيس أدانت الغرفة الجنحية بابتدائية الدارالبيضاء، مساء الجمعة، توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة (أخبار اليوم)، وخالد كدار رسام الكاريكاتور في المطبوعة، وحكمت بالسجن سنة موقوفة التنفيذ لكل منهما، وغرامة مالية ب 100 آلاف درهم تضامنا بينهما، وإخلاء مقر اليومية نهائيا. كما قضت المحكمة بتحمل المتهمين تكاليف الدعوى، التي كانت قد رفعتها وزارة الداخلية ضدهما. وكان توفيق بوعشرين توبع في هذا الملف بتهمة "المشاركة في إهانة العلم الوطني"، وخالد كدار بتهمة "إهانة العلم الوطني". وقال توفيق بوعشرين، في تصريح ل "إيلاف"، بعد النطق بالحكم، "مؤسف هذا الحكم، واعتبره قاسيا وظالما"، مضيفا "لقد أظهرنا من خلال المرافعات حسن نيتنا بأنه لم تكن لدينا نية المس بالعلم الوطني، لكن القضاء كان له قرارا مختلفا". وأوضح مدير نشر يومية "أخبار اليوم" ان الأخطر من كل هذا هو قرار إغلاق الجريدة، الذي يعد خرقا للقانون. وهذه سابقة ولا تستند لأي فصل قانوني، بل جاء القضاء ليصلح أخطاء السلطة التنفيذية بأخطاء أكبر". وحول ما إذا كان سيستأنف الحكم، رد قائلا "طبعا سنستأنف الحكم. ونحن ننتظر حاليا البت في الملف الثاني". وكانت المحكمة الإدارية بالدارالبيضاء رفضت طلبا تقدمت به شركة "ميديا 21"، التي تصدر جريدة "أخبار اليوم"، تلتمس فيه توقيف قرار إغلاق مقر الجريدة. وكانت وزارة الداخلية قد قررت متابعة جريدة (أخبار اليوم) وحجزها، بسبب نشرها في عددها المؤرخ ب 26 و27 سبتمبر الماضي، رسما كاريكاتوريا له علاقة باحتفال الأسرة الملكية بحدث له طابع خاص جدا. يشار إلى أن توفيق بوعشرين خص صحيفة "الجريدة الأولى" بمقال، تحت عنوان "من هنا يبدأ التسلط"، قال فيه "إننا نحاكم اليوم أيها القراء على النوايا. وليس على الأفعال، الرسم الكاريكاتوري موضوع كل هذه المحنة لم نقصد من ورائه أي إساءة لعلم البلاد، فليس مشكلنا مع العلم بل مع أناس يختبؤون وراء العلم للدفاع عن مواقعهم وامتيازاتهم وسلطتهم. لم نفكر للحظة أن نسيء إلى مولاي إسماعيل كمواطن وكإنسان قبل أن يكون أميرا". وأضاف ناشر ورئيس تحرير "أخبار اليوم"، "لم نعمد أبدا إلى تحقير أي دين أو معتقد وليس في ثقافتنا ليكون في سلوكنا شيء من هذا... إن الرسم الذي نشر في عدد الجريدة محل المتابعة... رسم بريء من كل الإسقاطات التي حاولت الداخلية أن تلبسنا إياه ... هذا هو عمق المشكل، وإلا لماذا تلجأ وزارة الداخلية إلى أسلوب الحملة وإلى خرق القوانين التي ساهمت في وضعها، وإلى تحريك عناصر من الطائفة اليهودية لتأكل الثوم بفمها ولتنتزع تعاطف الخارج معنا...". وأوضح أن "وزارة الداخلية ومن يقف خلفها لم تعتد فقط على جريدتنا عندما حجزت عددين ليسا محل متابعة. ولم تعتد فقط على مكاتبنا عندما أغلقتها دون حتى ورقة مكتوبة. ولم تعتد فقط على هذا العبد الضعيف وزميله الكاريكاتوريست خالد كدار عندما زجت بنا في أطوار تحقيقات سريالية وماراطونية. إن وزارة الداخلية تهين الوزير الأول، وتعتدي على صلاحية وزارة العدل، وتسيء إلى سمعة مملكة محمد السادس، الذي قام بمجهودات كبيرة لغسل وجهها الذي لطخته الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على العهد السابق".